عام على تولي قائد الحزم الملك سلمان مقاليد الحكم ورغم قصر المدة إلا أنها كانت موجعة لأعداء الوطن, ولا يحتمل المقال مساحة لسرد الإنجازات لكن أي منصف سيتجاوز تبعات الحرب وانخفاض أسعار البترول وبالتالي عجز الميزانية وينظر للوجه الآخر وهو إفشال مخططات وكلاء الفرس بالجنوب والشرق بل تجاوز الحزم السلماني لدحرهم حتى خارج حدود الوطن بما تقتضيه مصلحة الوطن. في ذكرى البيعة لنبذل العطاء ولتكن أيامنا كلها ولاء ووطن وأن لا نكتفي بيوم واحد ننثر فيه عبارات الإطراء, فالوطن يستحق ولكن نحتاج لعمل دائم وليست كلمات عابرة في أيام قليلة, فالعدو تنوّعت وسائل الإيذاء لديه وتكاتف أعداء الأمس وأعداء الدين ضد ديار التوحيد ومهبط الوحي, فالقوس تبرى خارج الوطن, والسهام أبناؤنا والهدف بعين الرامي الكافر والهدف بعين صانع السهم مسلم يقتل مسلماً وتلك معادلة معقدة ومبكية في آن واحد.. ينبغي أن نفيق من سباتنا ولهونا وأن نتحد جميعاً أمام عدو يستخدم كل الطرق للفرقة وللشتات وللقتل وللتشكيك, فلنكن دروعاً تتكسر عليها نصال العدو وذلك يتطلب الإدراك الشرعي والعلمي, فكثير ممن تمكنوا من تطويعه لصالح أفكارهم ومخططاتهم كان جاهلا عقيدة أو فكراً! إنّ أخطر من الطائرات ورتل الدبابات سلاح الفكر والقلم فالإعلام أضحى اليوم من أخطر الأسلحة, ففيه توفير للجيوش وأرواح الأعداء لأن هناك من يتكفل بالمهمة, فالقاتل والمقتول أبناء دين واحد ويا لذة الانتصار لمدبر المؤامرة! الدولة تقوم بدورها ونحن من أبسط حقوق الوفاء ومتطلبات البيعة لملكنا أن نذب للدفاع عنه أمام من يشوهون صورته بوسائل الإعلام الحديثة ونبيّن زيف وكذب أعداء الوطن سواء من ظهر بوجهه الحقيقي عدواً أو من يرتدي قناع الحرص والمحبة للوطن سواء من ظهر زنديقاً أو ظهر مرتدياً مشلح الشيخ الوقور خليفة المسلمين المنتظر والمقهور على حالنا! لنكون قريبين من أبنائنا خصوصاً ممن هم في سن المراهقة لتوعيتهم ولكي نبيّن لهم منابع الحق وشموع الهدى حتى إذا التبس عليهم أمر ما يجدون فيهم ما يرشدهم للحق, وحتى لا يكونون ضحية لمعرفات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب! هي دعوة لجهاد القلم, فكثير من الكتّاب والمفكرين والمؤثّرين بالمجتمع خذلوا وطنهم حين احتاجهم, وحين انطلقت سهام الأعداء تجاه المملكة اختفت دروعهم التي من المفترض أن تكون دفاعاً عن وطن لم يبخل عليهم بشيء حتى تغريدة ليوم أو مقالة لا تكفي, فالحرب متواصلة خصوصاً مع تنفيذ الدولة لأحكام الإعدام الأخيرة, فالحرب يومياً بشتى مواقع التواصل, فنحن وإن خُذلنا من بعض المسلمين والعرب ممن وقفنا معهم بأرواحنا ومالنا لعقود لا يعادل ذلك ألم ومرارة خذلاننا بأبنائنا ممن خذلوا الوطن ولو ببضع كلمات, فالإعلام الذي يتباكى على حقوق الإنسان يكتب بحروف رقيقة ومشاعر فياضة تراه من بعيد كحمامة سلام تنشر الفرح والحب ولو قُدّر لك أن تراه على الواقع لرأيت أن الأصابع التي تكتب حروف الحب والسلام تقطر دماً وإجراماً...