ذكر شهود عيان أن امرأة من تعز عبَّرت عن مشاعر الغضب والسخط والاحتجاج عما تمارسه مليشيا الحوثي وصالح بحق مدينة تعز وأهلها من فرض حصار مطبق على المدينة، وممارسة كل أنواع الانتهاكات بحق أبنائها، وذلك برمي حذائها في وجه أحد أفراد عناصر المليشيا في معبر الدحي عند مدخل مدينة تعز المحاصرة بعد مشادة كلامية بينها وبين المسلح الحوثي الذي تلفظ بألفاظ جارحة بحقها، وبحق أبناء تعز؛ فما كان من المرأة إلا أن قامت بكل شجاعة واستبسال بخلع حذائها، وضرب الحوثي به في وجهه؛ ما دفع الحوثي المسلح إلى تصويب بندقيته الآلية إلى صدرها، وإطلاق النار عليها بدم بارد؛ فاستُشهدت على الفور. متابعون أكدوا أن ما قامت به هذه المرأة من قذف الحوثي بحذائها هو رد فعل طبيعي، يعبّر عن مدى شجاعة واستبسال هذه المرأة، وعن مستوى حالة الغضب والسخط لديها إزاء ما تتعرض له مدينتها تعز من حصار وتدمير وقتل واعتقال وتنكيل بحق أهلها من قِبل مليشيا الحوثي وصالح، فضلاً عما لاقته هي وأخواتها النساء في تعز المحاصرة من انتهاك وممارسات غير لائقة من قِبل المليشيا أثناء مرورهن من معبر الدحي وغيره من المعابر ونقاط التفتيش التي تسيطر عليها المليشيا. هذه الواقعة أعادت للأذهان حادثة رشق الصحفية ذكرى العراسي رئيس وفد الحوثيين في مؤتمر جنيف 1 حمزة الحوثي بالحذاء خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب محادثات السلام اليمنية في يونيو الماضي، وهو ما يعتبره مراقبون أبلغ الدروس في شجاعة واستبسال المرأة اليمنية في مواجهة الظلم والطغيان دون خوف أو وجل. وجاهات وشخصيات اجتماعية وسياسية في محافظة تعز دانوا في بيان لهم ما يحصل في معابر تعز، وبخاصة في معبر الدحي من انتهاكات لا أخلاقية ضد نساء وبنات اليمن، معتبرين ذلك عاراً «في جبين إنسانيتنا ويمنيتنا وشهامتنا وأخلاقنا وديننا ورجولتنا»، ومحذرين بأشد العبارات تشجيع مثل هذه الممارسات اللاأخلاقية التي تطول نساء تعز العظيمات، وتعتبر في العرف اليمني عيباً أسود. يُذكر أن المرأة في تعز كانت قد أعلنت رفضها وجود المليشيا في مدينتها، وتصدت بكل قوة وحزم للممارسات الاستفزازية للمليشيا في تعز، والتحقت منذ وقت مبكر بصفوف المقاومة الشعبية لمواجهة المتمردين الانقلابيين بالسلاح.