حزم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يتجلى ثانية في قطعها للعلاقات الديبلوماسية مع إيران الفارسية، وليس الإسلامية التي تكشف ثانية عن قميء وجهها وعنجهيتها، على المستويين الرسمي والشعبي في التدخل في شئون الدول لاسيما العربية منها، مبدية هذه المرة آراءها بعدوانية سافرة في أحد أحكام القضاء في المملكة العربية السعودية، والذي يعد واحداً من حقوق السيادة التي لا ينبغي المساس بها في الدول، ليس لأنّ المملكة رائدة وقائدة دول العالم العربي والإسلامي فقط، بل لأنها سحبت البساط بحزم وإعادة أمل في اليمن، من تحت أقدام هذه الدولة الصفوية التي تدعي في تصريحاتها أنها خادمة لأمة الإسلام، هذا إضافة إلى ما يشكله لها من قلق عميق عودة المملكة الحميدة إلى العراق مؤخراً، وإحباط مؤامرتها من قبل في كل سوريا ولبنان. والناظر يرى مخالفة أقوال هذه الدولة المارقة لأفعالها، فمن جهة، تحاول التدخل فيما لا شأن لها فيه في المملكة ودول أخرى محاولة تصدير ما تدعي أنه ثورتها إلى خارجها، ومن جهة ثانية لا تزال تحتل منطقة الأحواز العربية، وتضيق على سكانها في شئون حياتهم اليومية، حارمة إياهم من وظائف الدولة، مغلقة مساجدهم، مانعة الأذان فيها، إضافة إلى ما تصدره من أحكام بإعدام النشطاء والدعاة ورجال الدين وطلبة العلوم الدينية من أهل السنة فيها، حيث صادقت المحكمة العليا هناك قبل أيام على إعدام 27 منهم، هذا علاوة على استمرار محاولاتها في التدخل في بلدان عربية عديدة سبق أن كتبت فيما مضى عنه. والمتتبع للموقف في إيران حول سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران وقنصلية المملكة في مشهد، يرى كيف كانت قوات الأمن التابعة لحكم الملالي في طهران تقف أمام الرعاع من المتظاهرين أمام السفارة، والتي كان بإمكانها منعهم من الاعتداء عليها وحرقها، إذن، فإنّ الأمر مدبر ويشير إلى تورط جهات رسمية إيرانية فيه عن سابق إصرار وترصد، وما تصريح الرئيس الإيراني حول حرق السفارة من أنه عمل غير مبرر، وأنّ المسئولين عنه ستتم محاسبتهم إلا ذر للرماد في العيون، ولا يعد إلا محاولة للتغطية على الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق المملكة العربية السعودية وسفارتها وقنصليتها هناك. خلاصة القول، فإنّ ما ارتكبته يد الإجرام والغدر والتطرف في طهران، علاوة على كونه جريمة بحق دولة مسلمة عربية سخرت إمكاناتها لخدمة الأمة الإسلامية، يعد خرقاً وانتهاكاً واضحين بصورة لا تقبل التأويل للأعراف الدولية والقانون الدولي، واتفاقية جنيف بشأن توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية واحترامها بصفة عامة، فكيف إن كانت هذه الدولة مسلمة أيضاً لها وزنها على المستوى العربي والإسلامي والدولي، إضافة إلى استنكار هذا التصرف المشين وشجبه من قبل العديد من الدول. كما أن هذا العدوان السافر على بعثة دولة تعتبر شقيقة وأخاً بادعاءات هؤلاء المارقين، يعد جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة جرائم هذه الدولة الحليفة للصهيونية العالمية بحق المملكة العربية السعودية، وما حادثة تدافع الحجاج في موسم الحج الماضي والتي أدت إلى مقتل المئات من الحجاج ببعيدة، والجميع يعلم أن بعثة الحج الإيرانية كانت تضم مسئولين دخلوا إلى المملكة بجوازات سفر مزورة لا تحمل أسماءهم الحقيقية، كانوا يمكرون للمملكة، ولم يعلم هؤلاء أن يد الله فوق أيديهم. حمى الله المملكة العربية السعودية والدول العربية والمسلمة بحق من كل شر وسوء، ورد كيد كل من يضمر لها السوء إلى نحره.