هي أولى خطوات أفول إيران من المنطقة العربية وأقواها تأثيرا وصدى ما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من قطعها للعلاقات الدبلوماسية معها، وما تلاه وسيتلوه من إيقاف التعاون معها في مجالات أخرى سواء مع المملكة أو دول عربية أخرى، فقد كان قرار المملكة بحق ضربة قاصمة لمحاولات التغول الإيراني الذي بدأته في المنطقة العربية منذ سنوات الذي كان نتاجا للمواقف الدولية المتميعة وغير الحاسمة تجاه برنامجها النووي الذي فاوضت بشأنه سنين طويلة، وجعلها تعتقد بعد انتهاء المفاوضات أنها بصواريخها ومناوراتها غدت دولة عظيمة لا يهاب جانبها في المنطقة، بل إنه جانبها الصواب فأصيبت بهوس وجنون عظمة اعتقدت أنه من خلالهما يمكنها بسط نفوذها على المنطقة العربية برمتها، ولم تعلم أن صبر الحليم لا يطول، فكانت أولى الصدمات التي تلقتها في اليمن والسيطرة على أجوائها خلال ساعات، ولم تقدر أن تحرك ساكنا بشأنه. الدولة الصفوية بدأت تحصد إذن ثمار شرور أعمالها وأفعالها، فها هي الدول العربية حكومات وشعوبا تقف في صف واحد، من مصر إلى الأردن مرورا بالبحرين والكويت وصولا إلى السودان وغيرها، بجانب المملكة العربية السعودية، فمنها من قطع علاقاته الدبلوماسية مع هذه الدولة، ومنها من شجب واستنكر بأشد عبارات الشجب والاستنكار الحادث الهمجي الذي ارتكبته اليد الآثمة لملالي طهران والرعاع فيها بحق المملكة. كما لا ننسى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد يوم الأحد القادم للتشاور بشأن استهداف سفارة المملكة العربية السعودية، والذي بالرغم من أنه سيكون داعما لمواقف المملكة العربية السعودية تجاه إيران وخطيئتها بحق المملكة إضافة إلى شجبها واستنكارها، إلا أننا نتمنى أن يتخذ الاجتماع مواقف لا تهاون فيها تجاه هذه الدولة التي ما فتئت تعمل على زرع بذور الفتنة والطائفية في المنطقة، إلى الحد الذي نأمل منه اتخاذ مواقف تجاه العمل على تحرير الأحواز العربية من السيطرة الإيرانية والوقوف بجانب شعبها الذي يعاني فيضا من قبيح الظلم والجور على يد الحكام المجوس، والعمل على إعادة العراق إلى حاضنته العربية من خلال تحريره من النفوذ الفارسي القائم بما يؤدي لوضع حد نهائي لمحاولات التدخل والتمدد الإيراني في المنطقة العربية، وعملها على زعزعة الأمن والاستقرار فيها.