لقد منّ الله على هذه البلاد المباركة بأن جعلها قبلة الإسلام ومكن لها أمنها لتحقيق هذه المنّة العظيمة {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} والحفاظ على أمن بلاد الحرمين الشريفين مسؤولية عظيمة وواجب حتمي حملته قيادة هذه البلاد بكل شجاعة وشعور عميق بهذه المسؤولية الكبيرة فلم ولن تسمح لأي عابث بأمنها أن ينال مبتغاه دولة كانت أو أفرادًا أو جماعات، وتنفيذ حكم الله وتطبيق شريعته في أولئك البغاة الذين نالوا جزاءهم بالأمس سيكون رادعًا لكل من تسول له نفسه الإقدام على هذه الأفعال الإجرامية المشينة، وإننا لنشعر بالعزة وشفاء الصدور لتنفيذ حكم الله تعالى في المجرمين الذين أرادوا أن يعيثوا في أرض الحرمين فسادًا وينالوا من أمنها واستقرارها الذي منّ الله به على هذه البلاد، وإن ما يزيدنا عزة وافتخارًا هو أن قضاءنا السعودي عادل مبني على شرع الله المستمد من القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو دستور هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- وسار على نهجه أبناؤه الملوك من بعده. وإن ما قامت به إيران بالأمس من الاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد ما هو إلا دليل على رعاية هذه الدولة للإرهاب وتفريخه ونشره وبرهان على حقدها على الدين الإسلامي الحق والمنهج القويم الذي أراده الله لعباده. وإننا نؤكد لقادتنا حفظهم الله بأننا جنود مجندون تحت رايتهم راية التوحيد للدفاع عن بلدنا وأهلنا بكل ما نملك من غالٍ ونفيس سائلين الله تعالى أن يحفظ بلادنا ويديم علينا أمننا ورخاءنا وأن يكشف الغمة عن أشقائنا في البلاد التي تعاني من تسلط واعتداء هؤلاء البغاة المجرمين ومؤيديهم وأن يعز ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وأن يعز بهم دينه ويكون لهم عونًا ونصيرًا والحمد لله رب العالمين.