تواصل قوات الجيش التونسي مدعمة بأعوان الأمن منذ ثلاثة أيام ملاحقتها لمجموعة مسلحة بجبل السرج الممتد بين محافظتي سليانة بالشمال الغربي والقيروان بالوسط، وذلك بعد ورود معلومات من متساكني مدينة سليانة عن نزول عناصر إرهابية يتجاوز عددها 20 نفرًا إلى المدينة في مجموعات متفرقة بهدف التزود بالمواد الغذائية من محلات تجارية إلا أن الأهالي هناك رفضوا تلبية حاجياتهم. وبعد مواجهات عنيفة بين الجيش والمسلحين تم القضاء على عنصر مسلح يبدو أنه جزائري الجنسية فيما أصيب آخرون بجروح. وكانت القوات العسكرية تفادت إطلاق النار على المجموعة المسلحة وسط المدينة تفاديًا لتبادل إطلاق النار معها مما قد يؤدي إلى إصابة مدنيين. وبهروب الإرهابيين إلى جبل السرج لاحقته القوات العسكرية وأطلقت الرصاص عليهم فردوا برمي العسكريين برصاص كلاشينكوف وأسلحة متطورة ورمانات يدوية. وقالت وزارة الداخلية، إن عناصر المجموعة المسلحة ليسوا أصيلي المدينة بل هم عناصر إرهابية تونسية من العائدين من الحرب في سوريا والعراق وجماعات أخرى تتكلم بلهجة جزائرية. ودعت الوزارة كامل الأسلاك الأمنية في كامل محافظات الجمهورية لمزيد من اليقظة تحسبًا لوقوع هجمات إرهابية متزامنة. وكان عشرات المواطنين من متساكني جبل بلوطة الذي دارت فيه أحداث تبادل إطلاق النار مساء الأحد، بين قوات الأمن والجيش الوطنيين من جهة ومجموعة إرهابية من جهة ثانية، عمدوا إلى قطع الطريق الرابطة بين سليانة والوسلاتية «ط ج 73» للفت نظر السلط الجهوية بوجوب توفير الأمن لهم ولعائلاتهم على أثر حالة الرعب التي عاشوها كامل ليلة الأحد. وقد تم الاتصال بهم من طرف الجهات الأمنية وطمأنتهم بأنهم محروسون ولا يوجد خطر محدق بهم، وفي الأثناء تتواصل عمليات التمشيط الكثيفة في موقع الحادثة وفي الجبال والغابات المحيطة من كسرى إلى جبل السرج من قبل وحدات الأمن والجيش المختصة. وعلى الرغم من الوجود العسكري والأمني الكثيف في محيط العملية العسكرية إلا أن أفراد بعض العائلات غادروا مناطق سكناهم الجبلية ليلتحقوا بأقاربهم سواء في التجمعات السكنية الريفية التي تعد آمنة أو بمدينة سليانة. وأفاد عدد من شهود العيان الذين تطابقت تصريحاتهم مع ما أدلى به مصدر أمني مسؤول بأن التجمعات السكنية الجبلية في موقع الحادثة بدت خالية من النساء والأطفال ولم يبق بها إلا بعض الرجال لحراستها تحت رعاية السلط الأمنية.