لم يكن خروج الشباب أمام الهلال في كأس سمو ولي العهد مفاجئاً.. فأدنى متابع لحال الكتيبة البيضاء يدرك ما يكتسي حلة الفريق من وضع مأساوي، وخسارة ست مباريات في آخر سبع.. تميط اللثام عما يعانيه من وجع.. وصيام عن التهديف في الشوط الأول طوال 16 مباراة يجعلك تدرك أن الفريق بحال يرثى له.. ولذا حتى أكبر المتفائلين قبل المباراة لم يكن يتوقع فوزاً لهذا الليث الجريح.. ولا حتى تعادل يصل به لركلات الترجيح.. لكن ما حز في خاطر الشبابيين ليس الفريق فالكل متفق عليه بأنه بات أشبه بالغريق، لكن ما أغضبهم أشد الغضب حال من حول الفريق.. ومدى تفاعلهم مع وجع الليث الذي ظل يئن من بدء الموسم ليختمها مساء الجمعة برباعية موجعة وسط فرجة صناع القرار ومسيري الفريق.. حتى وصل بحال المشجعين الشبابيين للصراخ بأعلى الصوت: - مللنا كثرة الوعود.. وعد وخلفه وعد.. ومعاناة الفريق تجاوزت الحد.. حتى تتالت الخسائر وتعبنا من العد.. وسور الفريق (انهد).. وصرنا نخاف أن ندثره اللحد! - مللنا الاجتماعات.. بعد كل ما يحدث من هزات.. لم تعد تنطلي علينا هذه المسكّنات.. فالوضع يحتاج لفعل وقرارات.. وليست جلسة وتوزيع ابتسامات! - مللنا الصور والفلاشات.. نريد عملاً حقيقياً يستحق الإطراء والإشادات.. فالشباب فخامة الاسم أكبر من كل الصور وما يحيط فيها من إطارات! - مللنا صمت رجال الشباب.. فلم نر تحركاً ينهي هذا العذاب.. حتى أصبح حال الفريق أشبه بالسراب.. بعدما كان ممطراً بالمتعة يسلب الألباب.. الليث للأسف شاخ ورأسه شاب! - مللنا هذه اللامبالاة.. وكأن من حول الفريق لا يشاهدون تلك المعاناة.. لك الله يا ليث حتى أطباؤك هم من يزيدونك آهات.. أنة في الصدر تتبعها حسرات! - مللنا الهزائم.. خسارة تلو خسارة والحال المائل قائم.. ولا حلول ناجعة مع هذا الوضع الغائم.. الكل أصبح غاضبا مما آل إليه الحال القاتم.. الكل جداً متشائم! - مللنا تكرار الأخطاء.. هي ذاتها تُعاد في كل لقاء.. نفس السيناريو وذات الحوار والأداء.. ولا وميض أمل في آخر النفق يخرجنا من هذا الشقاء.. ولا حتى وصفة دواء! - مللنا الألم.. مللنا هذا الهم.. مللنا ما استوطننا من غم.. مللنا هذا الحال الأعرج.. مللنا ذلك التعاطي الأعوج.. أليس لهذا الطريق الطويل من مخرج؟! عموماً لم ولن تكون الحلول المؤقتة هي العلاج لما يعانيه الشباب.. فلا إقصاء مدرب سيعيد الفريق ليبهر.. ولا جلب أجنبي أو اثنين سيعيد الشباب ليظهر.. ولا حتى تغيير الإداري هذا أو إقالة ذاك المقصر.. الليث ببساطة يحتاج منظومة عمل حقيقية.. الليث يحتاج باختصار إلى: - مجلس تنفيذي شرفي يجمع محبي النادي من المقتدرين.. وتجربة التعاون خير مثال.. ليتم من خلاله تكوين شريحة أكبر من أعضاء الشرف تسهم في نفقاته وقراراته.. بحيث يكون على من في المجلس واجب المساهمة المالية ويكون له أيضاً الحق في المشاركة في وضع الحلول والخطط لرسم سياسة واضحة للفريق. - مخاطبة الشركات الراعية.. وحقيقةً فلست مقتنعاً مع احترامي لما تقوله الإدارة بصعوبة ذلك.. فهنالك فرق أقل من الشباب بطولات ومدرجاً ومع هذا لديها رعاة.. يحتاج النادي لمفاوض بارع وقناعة تضع أكثر من بيضة في السلة بدلاً من البحث عن دجاجة عفواً أعني شركة واحدة تبيض ذهباً فالقليل مع القليل كثير. - جلب مدرب أجنبي طموح وصاحب رؤية واضحة.. والأهم إعطاؤه صلاحية كبيرة تمنحه الحق في إدارة الفريق وإقحام الصغار وبظني تجربة ياروليم مع الأهلي تستحق الاطلاع حيث لازال الفريق الأهلاوي يستفيد منها.. عندما أوجدت صفاً ثانياً كان خير رافد للفريق الأول وما زال. - استقطاب رباعي أجنبي مميز.. ليكون أشبه بالعامود الفقري للفريق.. وحتماً مع حسن الاختيار واستقطاب من يصنع الإضافة فعلاً، فإنَّ ذلك سيسهم بتعجيل النتائج واختصار الطريق والكثير من الخطوات ويصبح الهم فقط محلياً. - استبعاد المستهلكين وكبار السن.. وممن منحوا من الفرص الكثير ولم يستفيدوا منها ومع هذا ظلوا يشاركون أساسيين دونما محاسبة أو ركن في الدكة.. ليفوتوا بسبب مشاركاتهم المتتالية الفرصة على غيرهم لأخذ دوره في خدمة الفريق. - إشراك المواهب الشابة ومن يتحين الفرصة ليعض عليها.. فهنالك الكثير من اللاعبين الشباب ممن يبحث عن مباراة واحدة فقط ليضع فيها بصمته ممن كادوا (يتحنطون) من كثرة البقاء سواء في الدكة أو ممن هم في الفريق الأولمبي. - تفعيل دور الكشافة من جديد.. وزرع العيون الفنية في ملاعب الظل والدرجات الأدنى.. فكم من المواهب المدفونة هناك والتي لم تجد من يكتشفها بعد ولن تكلف مبالغ طائلة لو تم مفاوضتها وجلبها. - إعادة هيكلة الفريق الأول إدارياً وتنظيمياً.. ويمكن الاستفادة من تجربة برودوم تحديداً.. وذلك باستبعاد الأسماء الإدارية التي لم تثبت جدواها ووضع استقلالية كاملة للفريق وتدريباته ويكون هنالك تنظيم مستقل لكرة القدم بلا تدخل أو إملاء.. وعندها سيشعر اللاعبون بالجدية.. وتصبح تدريبات الفريق مكاناً للخطط والتكتيكات لا للسواليف وتناول المشروبات. أخيراً، وحتى يعود الليث لسابق عهده.. ننتظر ما يتم من تحركات عاجلة.. لعلها تنقذ ما يمكن إنقاذه.. أما العمل المأمول فلا أخاله قريباً بهذا الفكر وتلك الأدوات وهذه الخطط وذلكم التعاطي.. فالليل الشبابي يبدو طويلاً.. إلى حد ألا فجر قريباً يتراءى لأي متابع.. لك الله يا ليث.