شددت السلطات الأمنية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن من إجراءاتها الأمنية وذلك في انتشار أمني واسع, شمل مداخل المدينة ومخارجها,ونقاط التفتيش ,والدوريات الليلية ,والجولات, وطواقم التحريات وجمع المعلومات, إضافة إلى قوة أمنية انتشرت في معظم الشوارع، ويأتي ذلك حسب مصدر في شرطة عدن بهدف استكمال تثبيت الأمن والاستقرار في المدينة التي شهدت خلال الأيام الماضية تقليصاً لانفلات أمني سادها خلال الفترة الماضية .. وأوضح مصدر أمني في عدن أن المدينة ستشهد الأيام القادمة نقلة نوعية في المجال الأمني وستنفذ الكثير من الخطط الأمنية التي من شأنها حفظ الأمن والاستقرار، داعيا جميع المواطنين في عدن إلى التعاون والاصطفاف والوقوف إلى جانب رجال الأمن ، والالتزام بالنظام والقانون من أجل الوصول إلى حالة الأمن والاستقرار المنشود. وكان محافظ عدن عيدروس الزبيدي قد أكد في وقت سابق أن من أولى مهامه في الفترة الراهنة هو الملف الأمني وحسمه، وقال إن سلطات محافظة عدن ستمنع التجوال بالسلاح في المدينة ، وستضرب بيد من حديد لوقف أي تحركات هدفها الإخلال بالأمن والاستقرار في المدينة .. ويأتي صدور هذا القرار من قبل محافظة عدن امتداد لقرار سابق كان قد أصدره المحافظ السابق الشهيد جعفر محمد سعد الذي اغتيل في عملية إرهابية . فيما أعلن مدير أمن عدن شلال شايع عن توجيهات صارمة لضبط حالة الأمن ومنها حظر التجوال بالسلاح لحفظ الأمن بعدن كأول خطوة يقوم بها عقب تعيينه . مراقبون ومواطنون وصفوا في أحاديثهم ل«الجزيرة» هذا القرار بالشجاع وبأنه خطوة إيجابية ستساهم في استتباب الأمن والاستقرار في المحافظة وسينعكس إيجابيا على المحافظات المجاورة وسيساهم في عودة الحياة الطبيعية للمدينة واستعادة عافيتها. المواطن محمد قائد علي من أبناء عدن يقول «شاهدنا دوريات منظمة على مداخل المدينة وفي الشوارع والأحياء ، ولمسنا أن هناك تشديدا في الإجراءات الأمنية في نقاط التفتيش ، وبالقرب من المرافق الحكومية الحيوية ، هذه الخطوات كان لها أثر إيجابي وانطباع طيب لدينا كمواطنين وخلقت الطمأنينة والسكينة في أوساط الناس». وأضاف «نحن كمواطنين نتحمل مسئولية المساهمة في دعم وإنجاح هذا التوجه بالالتزام لإعادة الحياة إلى طبيعتها وتنفيذ مبادرات تساهم في تعافي عدن وإبراز الصور الجمالية للمدينة والعمل على إزالة كل التشوهات والمظاهر السلبية التي برزت خلال الفترة الماضية». ويقول سعيد عبدالمولي وهو رجل أعمال «كنا قد أغلقنا منشآتنا وغادرنا عدن عندما دخلتها ميليشيا الحوثي وصالح ،وقد تضررت مصالحنا وتعرضنا لخسائر كبيرة ، والآن بعد أن عادة الحكومة الشرعية وعادة الحياة إلى عدن عدنا لنساهم في بناء مدينتنا وننفذ أنشطتنا المعتادة». قيادات المقاومة في عدن أعلنت تأييدها المطلق للإجراءات الأمنية التي اتخذتها قيادة المحافظة ، ودعت كل أفراد المقاومة إلى التعاون معها .. وفي هذا الصدد يقول القيادي في المقاومة الجنوبية أديب العيسي «المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية». وأضاف «أمن عدن مسؤولية الجميع ، ومن يتخلّ عن هذه المسؤولية أو يتخاذل لحساب مناطقي أو جغرافي فسيكون الرد عليه مناسبا». هذا وكانت قوات التحالف المكلفة بتأمين محافظة عدن قد حذرت من التجول بالسلاح في داخل مدينة عدن .. وقالت إنه لن يُسمح لأي شخص بحمل أي قطعة سلاح باستثناء القوات الأمنية فقط وسيتم مصادرة أي قطعة سلاح يجري التجول بها. وتقول بشرى عباس، مدينة عدن تعيش اليوم طفرة في المبادرات المدنية ، هذا بفضل حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها المحافظة وجهود القائمين عليها وتعاون أفراد المقاومة، مؤكدة أن صدور قرار منع حمل السلاح وتنفيذه سيساهم في تحقيق الأمن والاستقرار وتعافي مدينة عدن وإعادة الحياة إليها من جديد . ويؤكد محمود سليمان وهو سائق حافلة أن مظاهر حمل السلاح في عدن بدأت تختفي تماماً، معتبرا ذلك بالخطوة الإيجابية لتستعيد عدن مدنيتها وتتعافى من جديد ، وثمناً جهود رجال الامن وقوات التحالف في تحقيق ذلك ، وهو ما خلق ارتياحا واسعا في أوساط الناس. مصادر إعلامية في عدن ذكرت أن أفراد المرور برفقة دوريات أمنية انتشرت في عدد من تقاطعات المديريات ، ونفذوا حملة تفتيش للسيارات.