الناشر: دار الآن (ناشرون): عمّان؛ 2015 الصفحات: 190 صفحة من القطع المتوسط رواية لكاتبة أرمنية تدور حول مذبحة الأرمن (مليون ونصف المليون قتيل) التي حدثت في أوائل القرن الماضي على يد الدولة التركية -كما تذهب الرواية-. تتناول الرواية مأساة الأرمن كشعب ووجود، وشتاتهم وضياعهم في المنافي حول العالم ومحاولة طمس هويتهم. مشاهد الموت والاحتضار والتنكيل والتعذيب؛ هي أبرز ما تحدثت عنه الرواية. «من يستطيع أن يتذكر في هذا الطوفان من الموت، بعد تعاظم مصالح الدول العظمى وأطماعها، ومن يسمع، ومن يتكلم غير المنتصر، غير أنّني على يقين أن القوة الغاشمة يمكن أن تسحق شعباً ما، أو أن تطرده من أرضه، وتشتّته في المنافي، لكنّ الجبروت لا يمكن أن يمحو ذاكرة الإنسان، ولا يستطيع أن يقتل روح البشر، فالشعب لا يموت، التي تموت هي الذاكرة. يا الله، الإنسان جبّار، غريب، فكل هذا القتل والموت والمآسي، وما تزال ذاكرة الأرمن وقلوبهم تنبض، ولم تمت في أحفاد الموتى غريزة الحياة». وذكرت ملكيان؛ أن دافعها لكتابة هذا العمل؛ كان مقتل صحفي أرمني أمضى حياته في تتبع مأساة الأرمن والكتابة عنها. كان مقتل الصحفي كما تشير الكاتبة مأساوياً تناولته صحافة العالم بالإدانة والشجب. تقول الكاتبة: «الخبر الذي تصدر صفحات الصحف العالمية شتاء 2007 لم يكن حدثًا عاديًا بالنسبة لي، فقد غيّر مجرى حياتي، ليس لأنه كان يعلن موت صحفي أرمني شاب يكتب في الصحافة التركية، بل لأنه آثار فيَّ الرغبة بالبحث وإظهار الحقيقة. بعد هذه الحادثة؛ عرفت أن الركض وراء الحقيقة ينطوي على مخاطرة كبيرة وجهد ومغامرة تُحمّل الإنسان فاتورة باهظة يمكن أن تكلفه حياته وروحه، وعرفت أن الشاب الذي قضى طول سنين حياته منذ كان في السابعة من عمره في ميتم للأطفال، استطاع أن يصنع من موته أسطورة نبيلة، وأن الكتابة حياة أخرى، تعيد الحياة للناس الذين كاد يدفنهم الزمان، وصمت العالم». - ربيكا ملكيان؛ كاتبة و صحفية و ناشطة اجتماعية، أرمنية.