طالعت في «الجزيرة» بتاريخ 4 صفر 1437 خبراً تحت عنوان (فوز 8 مرشحين في المجلس البلدي بمحافظة البدائع). في البداية نبارك للإخوة فوزهم بالترشيح في المجلس البلدي بمحافظة البدائع، تلك المحافظة التي تعتبر من كبرى المحافظات بمنطقة القصيم، والتي تتعطش إلى كل مبدع من أجل أن يزيد جمالها جمالاً، وإبداعها إبداعاً؛ فهي تطمع منهم بالتطوير والتجديد وعدم المجاملة على حساب المصلحة العامة. ومع الشكر إلى المجالس السابقة إلا أنها لم تكن بالمستوى المطلوب القيام به مع مدينة عشقت الجمال. وأمام الإخوان المرشحين في المجلس أعمال كثيرة، منها تطوير مشاريع قائمة، والسعي إلى كل جديد ومميز، وأن تترجم الأقوال إلى الأفعال. ففي المجالس السابقة نسمع بالقرارات تُتخذ، ولا نشاهد التنفيذ - وللأسف الشديد - على أرض الواقع. محافظة البدائع اشتهرت بالميادين (الدوارات) التي أخذت مكان الإشارات المرورية، والكثير منها يحتاج إلى تعديل هندسي جديد وماهر. ونأخذ مثلاً بدوار بنك البلاد؛ فهو يفتقر بكل المقاييس للأنظمة المرورية؛ ما يجعله يعرض الأرواح والممتلكات للخطر. وكذلك دوار التنمية الذي يربط مخطط السلام والأندلس والبساتين. وأنت قادم من الجنوب إلى الشمال في هذا الدوار يعترضك عمود كهربائي كبير مرحباً ومتسبباً بمزيد من الحوادث. وكذلك المجسمات التي داخل الميادين نتمنى أن نشاهد مجسمات بأشكال جديدة بدلاً من النوافير المائية المتكررة. السوق التجاري يحتاج إلى تنظيم وإزالة بعض الأرصفة أو تصغير حجمها، التي تضيّق على مرتادي هذا السوق الوحيد في الوقت الحالي. وقد يقال: هناك سوق جديد يقام. وأقول: يحتاج إلى سنوات حتى يكتمل العمل به. وفي الوقت الحالي يجب أخذ كل الإجراءات الضرورية من أجل سلامة الجميع في السوق المذكور. وكذلك المطبات الصناعية، أو نقول «العقوم الصناعية»، من شدة ارتفاعها وتوزيعها الكبير في شوارع غير مزدحمة، وعدم وجودها في شوارع قد تكون بها مدارس وغيرها. نتمنى أن تستبدل المطبات الحالية بالمطبات الجاهزة الجديدة. والبدائع تفتقر إلى المهرجانات الكبيرة، وخصوصاً مهرجان الربيع؛ فهو يحتاج إلى تطوير وتنوُّع في الأنشطة المقامة فيه. نتمنى أن نشاهد سوقاً شعبياً، نتذوق فيه أحلى الأطعمة من الأسر المنتجة بالبدائع، ومن يد نساء البدائع المبدعات في جميع المجالات.. ويكون جنادرية مصغرة، يقام فيه أمسيات شعرية ومسرحيات مضحكة هادفة. والطفل يأخذ نصيبه. ففي هذه المهرجانات الفائدة على المحافظة وأهلها، وتنعش الأسواق التجارية والجوانب الاجتماعية والثقافية. هذا بعض مما تحتاج إليه (قرطبة نجد) منكم. أتمنى أن تضعوا بصمات جميلة لكم من أجل أن تُذكر فتُشكر، وأن يكون التعاون والتنسيق بينكم وبين البلدية متميزاً. ووصية لكم: لا تأتي الدورة القادمة في المجلس إلا والجميع يناشدكم الاستمرار والترشيح مرة أخرى. احذروا المجاملات والمحسوبيات، وخذوا مصلحة الفقير قبل الغني، والصغير قبل الكبير، والاستماع إلى كل متحدث يحمل مقترحاً أو شكوى أو غير ذلك. ولا يكون حضورك بالمجلس أثره فقط التوقيع على محاضر الاجتماع.. تحدَّث وناقِش وقدِّم الاقتراحات.. تصدى لكل من يسعى إلى تقديم المصلحة الخاصة على العامة. ضعوا قنوات التواصل الاجتماعي جميعها حلقة وصل بينكم وبين المواطن. اجعلوا ولاة الأمر لكم قدوة في سياسة الباب المفتوح، ولا تكونوا مثل الكثير ممن كانوا في المجالس البلدية السابقة.. رحلوا وقد قدموا أجمل الصور في تجاهل وخذلان من صوَّت لهم.. تبخرت وعودهم وكلماتهم المعسولة بأسرع من البرق. وكونوا مثل القليل القليل جداً الذي خرج من المجلس وقد زاد حب الناس له، وأصبح نموذجاً لكل من ترجم أفعاله إلى أقوال، وتجاهل كل المغريات والتعصبات، وتوجه إلى هدف واحد، هو الارتقاء في عمله. نسأل الله للجميع التوفيق والسداد، وحفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد وبلادنا وجنودنا البواسل. ودمتم.