خير جليس وصديق في هذه الحياة الدنيا هو الكتاب الذي يحفظ الصحبة ويُمتع صاحبه ويمده بالزاد وهو المأمون من الغدر والخيانة وهو الذي يرفع من شأن صاحبه قدراً ومكانة وعُلواً.. وقد كان للكتاب مكانة هامة عند العرب الأوائل وهم الذين نزل عليهم أفضل كتاب على وجه الأرض (القرآن الكريم) بلغتهم وفي أرضهم والذي تضمن آيات مُحكمات واضحة وصريحة تحث على طلب العِلم والأمر بالقراءة وترفع من قدر العلماء وتصفهم بأنهم الأكثر خشية ومعرفة بالخالق، ومن هُنا اندفع العرب وهم الذين نبغوا في قول الشِعر نحو القراءة والتأليف والترجمة والإطلاع وأنشأوا مدارس فِكرية كرّست مبدأ الحوار وتداول الرأي البنّاء الهادف فأبدعوا علوماً وأخرجوا كنوزاً أفادت البشرية فكانت المشعل الذي أضاء لهم الطريق.. وقادوا الحضارات والأُمم. دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مُستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة, بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة, يوم الجمعة الماضي (29/2) معرض جدة الدولي للكتاب, تقام هذه التظاهرة الثقافية الكبرى وهذا الالتقاء المعرفي الرائع على مساحة تُقدر ب 50 ألف متر ويستمر لمدة 11 يوماً ويتضمن أكثر من 440 دار نشر من حوالي 25 دولة خليجية, عربية وعالمية من المتوقع أن يزور هذا المعرض وهذا العُرس الثقافي الكبير أكثر من مليون زائر ويرمي ويتطلع هذا المعرض لنشر الوعي والمعرفة للتزود من هذا المعين والسلسبيل كل ما هو مُفيد لرفع مستوى الثقافة عند الفرد والمجتمع وتنمية معارفهم وتشجيعهم والأخذ بيدهم إلى عالم القراءة والتحصيل العِلمي, الثقافي والمعرفي, يصاحب المعرض ورش عمل وندوات ثقافية مُختلفة المشارب تحت قبة الحوار البنّاء والهادف لكبار المُثقفين العرب والعالم لِطرح قضاياهم وهُمومهم الثقافية, المعلوماتية التي نحن في أمسّ الحاجة إلى مُناقشتها والخوض فيها بشكل مُستفيض وفُرصة مواتية بخروج أفضل النتائج والمرئيات والتوصيات وزيادة منسوبنا الثقافي والمعرفي لنصل إلى سقف أعلى, استقبل المعرض 150 ألف زائر خلال الثلاثة الأيام الأولى. وقال الأمير خالد الفيصل خلال تدشين معرض الكتاب الدولي في جدة مؤخراً إن الكتاب هو مصدر العِلم وأعظم كتاب في الدنيا هو القرآن الكريم، ولقد أنزله الله عزّ وجل على خلقه وعندما تكون أول كلمة لهذا الكتاب الكريم هي اقرأ فلا بد لنا أن نستوعب المَغزى من وراء ذلك معرباً عن أمله في أن يتمثّل الجميع بالقرآن الكريم وبتعليمات الدين الحنيف ولما أراده المولى عزّ وجل للإنسان المسلم من أن يُدرك وأن يتفقه ويتذكر وأن يرى إذا نظر ويستوعب إذا سمع, لأن الله سُبحانه وتعالى أراد لنا الخير بهذا الكتاب الكريم الذي نزل للمسلمين عن طريق خاتم الأنبياء والرُسل وهو آخر كتاب ينزل من السماء. القراءة تُعد مُنذ الأزل فجر التاريخ, من أهم وسائل التعليم, القراءة التي نبحث عنها في الكتب القيّمة وذات جدوى لكي نحصل على المعلومة الثمينة والمطلوبة والتي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من العلوم والأفكار والثقافة العامة فهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتُنمّي معلوماته وترفع سقف ثقافته أمام المجتمع, تفتح أمامه آفاقاً أرحب وجديدة كانت بعيدة عن تناوله, يُحكى أن أول مكتبة وضعها الفراعنة, كتبوا على بابها (هُنا غذاء النفوس وطِب العقول). الجدير ذكره أن القراءة تُعد من أكثر مصادر العِلم والمعرفة وأوسعها, حيث حرصت الأمم الواعية والمتيقظة على نشر العِلم والمعرفة وتسهيل أسبابه, جعلت مفتاح ذلك كله من خلال تشجيع القراءة والعمل على نشرها بين جميع أطياف المجتمع.. وصدق الشاعر حيث يقول: القراءة كانت ولا تزال من أهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفُنونه ومُنجزاته ومخترعاته, القراءة غذاء للفِكر والعقل ولكي يستطيع الإنسان أن يتحدث بموضوعية وبمعلومة يرتكز عليها ليس يفضفض بكلمات لا معنى لها بل على مصادر موثوقة, ومن خلال ما يلقاه من صدى ذلك وقُبول المجتمع والمتلقي له.