المدح غرض من أغراض الشعر على مدى تاريخ الشعر، وقد خلّد هذا الغرض الشاعر الكبير المتنبي الذي اتصف بالأنفة والإباء وأمضى سنوات عمره في تحقيق طموح نفسه الذي ليس له حد، استناداً إلى محتوى نصوص شعره، وبالتالي فإن شعر المدح له كبرياء شعرائه وأنفتهم وشموخ نفوسهم الأبية في قصائدهم كتلك القصائد في ولاة الأمر والوطن التي خلّدت شعر الشاعر خلف بن هذال. ومن قصائد المدح الصادقة التي امتزجت بقصائد الرثاء وهو غرض آخر من أغراض الشعر، إلاَّ أن الصدق في المدح ونقائه وتساميه وشفافيته كلٌّ منها أبى إلاَّ أن يكون له حضوره المؤثر الذي يجعل شعر المدح في مثل هذه الحالة يسمو على ما سواه من أغراض الشعر. يقول الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن وهو يرثي والده الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز -رحمه الله-: ويقول الأمير الشاعر خالد الفيصل في مدح الأمير عبدالعزيز بن مساعد وهو يرثيه -رحمه الله:- وقال الشاعر مرشد البذال في رثائه لابنه عبدالله رحمه الله، متحدثاً عن فكره وبعد نظره وعقله الراجح: إلى أن قال: