لا تكاد الحركة الرياضية في منطقة جازان تذكر في هذه الأيام إلا ويأتي الحديث عن التحركات الملموسة والمتواصلة من الأمير تركي بن محمد بن ناصر في دفع كل ما من شأنه تطوير الحركة الرياضية في المنطقة للأمام. الأمير تركي عاقد العزم على كتابة التاريخ مع الرياضة في أندية جازان، إيمانا منه بخدمة الوطن أولا وشباب جازان ثانيا، لذلك كان الموعد بين الرياضيين في جازان والأمير تركي مرتقبا لكتابة فصول المرحلة الجديدة من الحلم المنتظر في منطقة عرفها الجميع بأنها معين لا ينضب من الأبطال وتقديم المواهب. «الجزيرة» التقت الأمير تركي بن محمد بن ناصر في حديث هو الأول رياضياً لسمو الأمير من حيث الشمولية، حيث كشف لنا آخر التحركات التي يسعى لتحقيقها على أرض الواقع في أندية جازان، وكشف أيضا عن ميوله الشخصية لنادي النصر، ورؤيته للواقع الرياضي في المملكة وأزمات الأندية المالية وكيف السبيل لإيجاد الحلول. * سمو الأمير تحتل الرياضة في أندية جازان مساحة كبيرة من اهتمامك، هناك أنباء عن تحركات متسارعة من جانبك لإنعاش هذه الأندية في الفترة المقبلة حيث قرأنا مؤخرا التوصل لاتفاق مع شركتين لرعاية ناديي التهامي واليرموك، إلى أين وصلتم في هذا الجانب؟ - هذا صحيح، لدينا تحركات ومحاولات حثيثة في هذا الجانب، واتفقنا مؤخرا مع شركة ionadd الكورية ذات التخصص المميز في مجال الصحة لرعاية نادي التهامي، وأيضا شركة hgbd الأمريكية وهي من الشركات العملاقة لرعاية نادي اليرموك، وحتى لا يفسر الكلام بغير موضعه عند البعض فإننا اتفقنا «مبدئياً» مع هذه الشركات ولم نتفق نهائيا والمباحثات ستتضح نتائجها في مطلع العام الميلادي الجديد لكننا جادون في هذا المشروع ونتمنى النجاح انطلاقا من توجيهات سمو سيدي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان الذي يشجع ويدعم كل خطط التنمية والتطور في المنطقة، وإذا لم تكتب لنا النهاية السعيدة مع هاتين الشركتين فإن لدينا بدائل لتحقيق ما نصبو إليه. *من تقصدون بالبعض؟ -للأسف هنالك من الإعلاميين من يحاول استغلال هذه المحاولات من جانبنا لقتل الطموحات وإرضاء ميوله الخاص، عندما تحدثت قبل أشهر عن حرصي الشديد على المحاولة بالتفاوض مع شركات كبيرة لخدمة الرياضة في جازان فوجئت بتصوير بعضهم لحديثي بأنه تعهد بإحضار الشركات الكبرى ووضع فرق المنطقة على خط المنافسة والذهاب بها بعيداً، لا شك هذه أمنية ومصدر فخر إذا تحقق للجميع، لكن لا بد أن نكون واقعيين فالأمور تحتاج لعمل كبير ووقت وعمل يبدأ من نقطة الصفر، أنا ذكرت أنني سأحاول وأكرر بأنني لن أتوقف عن المحاولات لإيجاد روافد مالية لأندية المنطقة تساعدها على تقديم نفسها بصورة أفضل، لأنني باعتقادي المادة هي العائق الوحيد أمام بروز أندية جازان وخاصة على مستوى كرة القدم. *ما هي الدوافع التي تجعل سموكم تعتقدون أن هناك من يحاول استغلال هذا الأمر بهذه الطريقة؟. -في الحقيقة أنا سألت نفسي ذات السؤال بعد أن تم تفسير تصريح سابق لي بطريقة غير صحيحة وللأسف في صحف كبيرة وحتى عندكم في «الجزيرة» تحديدا، ولا أجد تفسيرا يمكن أن يكون أقرب سوى أعتقد أن هؤلاء يعتقدون أنني سأبني أندية جيزان من أجل نقل اللاعبين منها فيما بعد لفريقي المفضل النصر، وهم بالطبع هلاليون، وهذه مشكلة في رياضتنا، فلا يزال التعصب والربط الخاطئ موجودا في أشياء كثيرة وهذه مشكلة كبيرة. * أنت تقصد الزميل إبراهيم بكري ومقالته في يوليو تحت عنوان طوق نجاة أم مسمار نعش؟. -الأخ إبراهيم «صديق» وأعرف أنه محب لنادي الهلال، ولا أدري ما هو المغزى الذي يريد الذهاب إليه من ذلك الكلام، وهناك آخرون تحدثوا في الأمر، لكنني أعتقد أن الرد لا يكون بالكلام بل بالعمل والاجتهاد، هم وضعوا 6 أشهر- والحمد لله- نحن الآن على طريق تحقيق هدفنا على أرض الواقع وبأسرع مما يتصورون، وأنا لا يهمني ما يكتب بقدر ما أتطلع لأن تنشط الرياضة في أندية جازان وتحديدا كرة القدم وأن يتكاتف الجميع لذلك. * ما هي الفكرة الرئيسية التي كانت تدور بخاطرك لإعادة إنعاش الأندية في جازان؟ - في الحقيقة الأفكاركثيرة، كنا نطمح لشركات مخصخصة للأندية لكن عندما وجدنا الأمور بها منعطفات وإجراءات طويلة تجعل تحقيق ذلك صعبا قررنا الاتجاه لخيار البحث عن رعاة لهذه الأندية كحل سريع، ووجدنا في الشركات التي تسعى للاستثمار في جازان فرصة لأن نخدم الرياضة من خلال التفاوض معها لرعاية أندية المنطقة،- والحمد لله- الكثير يتجاوب معنا والآن اتفقنا مبدئيا لرعاية التهامي واليرموك وحطين. * عرفنا الشركات المرشحة لرعاية التهامي واليرموك، لكن ماذا عن حطين؟ - بالنسبة لحطين حصلنا على اتفاق مبدئي من شركة «أريم» الكورية لرعايته والاتصالات والمباحثات بيننا مستمرة ونتمنى مطلع العام الجديد أن نصل لاتفاق نهائي. * تحت أي بند نجحتم في استمالة هذه الشركات لتشارك في النهضة الرياضية بمنطقة جازان وهي القادمة لاستثمارات أخرى؟ - طبعا من الصعب الحصول على الموافقات السريعة، هذه الشركات لديها خطط ومسؤوليات اجتماعية وأهداف تقوم عليها، ونحن والخبراء معنا درسنا خطط هذه الشركات بدقة ونحاول أن نجعل للرياضة نصيب من تلك الخطط في العقود المبرمة. * هل لديكم تقديرات مالية للعوائد المتوقعة، وهل الرعاية تشمل النادي بكامل مكوناته أم موجهة لكرة القدم؟. - لا أستطيع الآن البوح بشيء حول الأرقام، لكننا نركز على لعبة كرة القدم وهي اللعبة الأولى وفي المستقبل سنتوسع متى كانت الأهداف تتحقق على أرض الواقع، شباب جازان يحبون الرياضة ويتنفسونها ونحن علينا واجب وطني كبير نحو شباب الوطن عامة وشباب جازان على وجه الخصوص. * حسب علمي كان لكم زيارات ولقاءات مع الرياضيين ورجال الأعمال في جازان، هل لمستم حماسا لدعم المجال الرياضي؟. - أغلب اللقاءات كانت مع الرياضيين وهم متحمسون بالطبع لانتعاش الحركة الرياضية في المنطقة لكن المشكلة تكمن في المادة، ما جعل الطموحات تنزل لأدنى مستوى. * سمو الأمير ألم تفكر في تكوين مجلس للتنمية الرياضية في المنطقة تقوم على قيادته أنت شخصيا وبمشاركة مختلف أطياف المجتمع هناك خاصة وأن المنطقة كما تعلم تضم أبطالا على مستوى الألعاب الفردية وهي مفرخة للمواهب على مستوى كرة القدم السعودية؟. - الفكرة جميلة، وسندرسها من أجل مصلحة المنطقة في المقام الأول، وأعتقد أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة أخي الأمير عبد الله بن مساعد تشعر باحتياجات الأندية ولن تؤول جهدا في المساهمة ولها تنظيماتها الخاصة لذا يجب الاستئناس برأيها، وبالمناسبة سعدت كثيراً باللقاء الذي جمع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالأمير عبد الله بن مساعد مؤخرا ومناقشة توجهات رعاية الشباب، هذا أمر مفرح وأتمنى أن يدفع الخطط الرياضية والشبابية للأمام في جازان وجميع مناطق بلادنا العزيزة، كما أتمنى والأمير عبد الله بن مساعد رئيس مشروع خصخصة الأندية التسريع في هذا الجانب لأن الأمر طال والأندية أصبحت بحاجة لتنفيذ هذا المشروع. * من خلال متابعتك المستمرة حدثنا كيف استقبلت هبوط نادي حطين من دوري الدرجة الأولى وهو الذي كان يقدم كرة رائعة ومنافسا على الصعود في إحدى السنوات؟. - لا أخفيك حزنت كثيراً، حطين يمثل مع التهامي قمة الكرة في جازان، وحسب التاريخ يفترض وجودهم في موقع متقدم عن الواقع الحالي، لكن كما أسلفت الأمور بحاجة لعمل كبير وكبير جدا، وإن شاء الله مع قدوم الرعاة نلمس التطور المنشود. * إلى ماذا تعزو هبوط حطين؟. - لا أحد يعلم الإجابة أكثر من رئيس النادي فيصل مدخلي، الرجل وحيد ومن الصعب قيام ناد على شخص واحد، انظر إلى لأندية في دوري عبد اللطيف بالرغم من وجود الدعم الشرفي ومصادر الدخل المتنوعة إلا أن الأوضاع المالية أيضا مزعجة فما بالك بأندية تقوم على اجتهادات شخصية فقط. * بحكم أنك متابع للشأن الرياضي وأكدت لنا في هذا الحوار أيضا بأنك نصراوي الميول، ما رأيك بالواقع الرياضي؟. - أنا نصراوي حتى النخاع ومنذ صغري وهو فريقي المفضل بدون شك، في الحقيقة الواقع الرياضي بحاجة لعمل وتغيير للثقافة، أنا ضد من يقول: إن الفكر يغيب عن الأندية، توجد شركات استشارة على قدر عال في المملكة ومن أفضل الشركات في العالم وبالإمكان الاتجاه لها، أنا لا أعلم لماذا لا تلجأ لها الأندية كي ترسم لها الاستشارات التي ترفع من المستوى المالي خاصة وأن الأمر لا يكلف كثيرا والفكرة ليست جديدة، تم تجريبها في الإمارات وفي شرق آسيا وتقوم عليها الأندية العالمية، الرياضة بحاجة لمشاريع مدروسة وليست لاجتهادات فردية، أنظر للأندية العالمية كيف أصبحت شركات ؟،أنا أسأل نفسي لماذا لا تعمل الأندية على هذا الجانب وتتحرك لتصبح شركات لها قيمتها ومكانتها بدلا من البقاء على هذا الحال الصعب والاعتماد على رئيس النادي وأعضاء الشرف والدعم الحكومي، حسب معلوماتي في النصر مثلا الأمير فيصل بن تركي يدفع من 30-40 مليون ريال سنويا وكذلك يدفع بقية رؤساء الأندية، أعتقد أن الأمر صعب جدا. * إلى أي مدى تتوقع صمود الأندية أمام الوضع المالي الحالي خاصة وأنك رجل أعمال وتدرك تقديرات الأمور وأيضا أنت متابع للشأن الرياضي؟. - أعتقد أن المستقبل سيكون كوارثياً ما لم يتم تصحيح المسار، حسب ما أسمع وأتابع الأندية بدأت تفكر بأخذ قروض بضمانات ما يأتيها من تدفقات مالية لحل مشاكلها العاجلة، السؤال الذي يطرح نفسه، وماذا بعد ذلك؟، الظروف الصعبة ستتجدد، فمن أين سيأتي الإنقاذ؟! * هل لديك تواصل شخصي مع الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر خاصة وأنه «ابن عمك» حول أمور نادي النصر؟. - في الحقيقة لقاءاتنا أنا والأمير فيصل خارج النطاق الرياضي، لكن هذا لا يمنع من التواصل حتى لو بالرسائل أحيانا حول أي فكرة أو خطوة في صالح النادي. * ما رأيك بالنصر كرويا في هذا الموسم؟ - الحقيقة الأمر غريب جدا، لا أعرف ماذا حصل، لكنني أتمنى أن يكون النصر يمر بكبوة عابرة ويعود الفريق لكرته الجميلة التي أبهرنا بها في الموسمين الماضيين وحصد من خلالها الألقاب على مستوى الفريق الأول وفرق الدرجات الأخرى، الفريق يمتلك نجوما وإدارة رائعة بقيادة أخي فيصل والمستقبل سيكون أجمل بإذن الله. * أين أنت من النادي حاليا؟ - كما قلت لك أنا مشجع نصراوي منذ الصغر، حاليا أنا أوجه اهتمامي لخدمة الرياضة في جازان، ولي التفاتة قريبة وكبيرة بإذن الله للنصر. * هل يمكن أن توضح لنا أكثر نوع الالتفاتة؟. - بالتأكيد سأقدم كل ما أستطيع سواء كعضو شرف أو محب وداعم لقيادات النادي وهذا أقل واجب نقدمه للعالمي. * هل من كلمة أخيرة؟. - أشكركم على الاستضافة، وأحب أن أؤكد أن الأندية في جازان تشغل اهتمامي ولن أنظر لأي محاولات تثبيط وأتمنى بعون الله أن تنجح محاولاتنا في إنعاش الحركة الرياضية في المنطقة وتحقيق تطلعات سيدي الأمير محمد بن ناصر وإسعاد شباب جازان الذين تعاملت معهم عن قرب وشعرت بحماسهم ورغبتهم بواقع رياضي أفضل، كما أتمنى لنادي النصر التوفيق تحت قيادة الأمير فيصل بن تركي وأؤكد لجماهيره الغالية أن لي موعدا مع النادي والوقوف مع رجاله بكل ما استطيع ليكون كما عرفناه دائما في القمة.