قرأت ما كتبه الدكتور عبد العزيز الجار الله حول خصخصة التعليم، أو تسليم المدارس للقطاع الخاص، وتعليقاً عليه أقول: كل المدارس الأهلية وفي الغالب غير مضمونة الجودة والصدق، ولكن هنا فكرة مغايرة، أنادي بها. يتعارك العالم بسبب ما يعرف بالهندسة العكسية، والهندسة العكسية تعتمد على تفكيك الأجهزة والصناعات، وتحليلها والتعرّف على أسرار تصنيعها، ثم التغلب عليها، ولها أهداف محددة أو مذكورة، كالتعلّم الأكاديمي والتجسس ومنافسة الشركات وما شابه ذلك، وقد تستغل للتقليد الممنوع. من المناسب جداً التفكير بالمنظومة التعليمية العكسية، وتحديد نظام جديد للتعليم، أو لمؤسسات ومدارس مختلفة عن الموجود والسائد في أي بلد. لدينا التعليم الأهلي والأجنبي والحكومي والمدارس المدعومة، وكافة المدارس الأهلية تدعم من الحكومة، ولا يوجد لدينا التعليم التعاوني ولا التضامني. بكل تأكيد فالمدرسة التعاونية لم تجد الطريق حتى الآن للاعتراف بها وتأسيسها، وهذا ما يمكن التوجه له من قبل الشباب للاستثمار في التعليم، بعد وجود نظام يحفز على التعليم التعاوني. يبقى التعليم التضامني، وسبق وكتبت عنه، وملخص فكرة التضامن، مؤسسة تقدم المبنى، والحكومة تقدم المعلمين برواتبهم، والمدرسة تأخذ رسوماً من الطلاب، وتصرف على المدرسة، وما يزيد من مبالغ تقدمه إدارة المدارس التضامنية لوزارة التعليم، وذلك عن طريق بناء مدارس مميزة في مبناها، وتقدم مجاناً للحكومة لتكون مدرسة حكومية. المدارس التضامنية لها إدارة مستقلة، وهي أقرب ما تكون لعمل الوقف الخيري، ويمكن لها استقطاب أفضل المعلمين وتحفيزهم بنظام مختلف عن السائد. الشرط الأهم أن تكون المدارس التضامنية محدودة، لا تزيد عن مجمع واحد في كل منطقة.