تنتشر المزارع بمساحات كبيرة وواسعة في بلادنا طولاً وعرضاً، وهي حدائق ذات بهجة، تنتج أنواعاً كثيرة ومتعددة من التمور والحبوب والخضر والفواكه، كما تربى فيها أنواع مختلفة من المواشي والدواجن. لكن الملاحظ أن كثيراً من أصحاب تلك المزارع، قاموا بتسويرها إما بالبناء حولها أو بالأسلاك الشائكة، أو بالعقوم الترابية من ثم وضع بوابات حديدية للدخول والخروج، وهذا حق مشروع لهم لحماية مزارعهم من العابثين وغيرهم. وإني أقترح على كل مزارع يملك مزرعة منتجة، أن يترك بضع مئات من الأمتار خارج السور، ويوصل إليها الماء والكهرباء، ويزرعها بالأشجار ذات الظلال، ويتعاهدها بالسقي، لتكون تلك القطعة منزوعة من المزرعة ملاذاً ومنتجعاً للسكان والزوار، ورافداً من روافد السياحة البيئية في بلادنا، يجد فيها قاصدوها الظل الظليل، والجو العليل، ولا بأس أن ينشئ المزارع فيها أماكن للسكن والراحة، وتكون أسعارها رمزية تحددها هيئة السياحة، وأن تبنى تلك المرافق بشكل تراثي يناسب تراث كل منطقة، إنه مجرد اقتراح، علّه يجد آذاناً صاغية من مزارعي بلادنا ويكون التنسيق فيه بين وزارة الزراعة وهيئة السياحة والتراث الحضاري. ومعلوم أن المزارع السعودي يجد من الدعم والتأييد الحكومي ما يجعله مزارعاً مثالياً ومنتجاً تفخر به البلاد. وإني لعلى يقين أن مشروع (النزل الريفية) الذي تبنته وبدأته هيئة السياحة بدأ يؤتي ثماره يانعة.. وحيّا الله الرجال العاملين.