يشعر الزائر لمشروع الإعلامي السابق يوسف بن صالح السميح، بأنه يعيش في زمن الأجداد، ويشم رائحة الماضي الجميل، حيث عمد إلى إقامته وسط البساتين الباسقة بمحافظة الأحساء، فتم بناء الموقع بمواد تراثية مختارة بعناية فائقة، للحفاظ على الموروث الشعبي، والطراز المعماري الأصيل، ويضم الموقع الذي بني على مساحة قدرها 5000م طريقة سقي المزارع قديما، والتي كانت تُعرف باسم» الَصدر»، إضافة إلى وجود البئر، أو «العين»، فبدأ تنفيذ المشروع منذ عامين، ويتوقع الانتهاء منه بعد ثلاثة أشهر، وذلك لصعوبة توفير المواد المستخدمة، من جذوع النخيل والكراسي الخشبية، وبعض الأحجار والطين. وتتكون القرية من غرف قديمة كانت تسمى ب» الليوان»، حيث لم يكتف السميح بعرض تراث الأحساء وحسب، بل تطرق إلى مناطق أخرى، كبناء ميناء العقير القديم، وشرح البيئة المستنبطة، وعرض تراث بعض القرى والهجر، فتم له ذلك بعد جهد كبير من البحث وجمع المعلومات لهذه المواقع ورصدها بالصور. كما يضم الموقع ما يسمى ب «العريش»، الذي يصنع من سعف النخيل، ويجلس به أصحاب المزرعة مع بعض الضيوف بعد صلاة العصر، للاستمتاع بالهواء البارد، بالإضافة إلى العمل على فكرة فريدة من نوعها تنفذ لأول مرة في الأحساء، وهي الاستشفاء بالأسماك، حيث يقوم زوار المكان بوضع أقدامهم في حوض خاص بالأسماك، فتعمل بدورها على تنظيف القدم من الميكروبات والشوائب، وهي خدمة تُقدم للزوار بدون مقابل، بالإضافة إلى تعيين 15 فتاة سعودية لطهو وجبات الطعام وتقديمها، على أن تكون الأصناف قديمة، من بينها «الهريس، والجريش، والمفلق، والعصيدة، والرز الحساوي، والكبسة الحساوية، والمرقوق وغيرها من الأكلات الشعبية. ولم يخف السميح شعوره بالمغامرة بداية في هذا المشروع، إلا أن حبه للتراث شجعه على ذلك، موضحا أن القرية تم تصنيفها من قبل الهيئة العليا للسياحة، ومن المتوقع أن تكون أحد المواقع التراثية المهمة، وتنوع زوارها من خارج المنطقة وداخلها. أحد المباني في القرية التراثية البئر السميح ورفيق دربه الحكم الدولي عبدالحميد الدحيلان على سطح أحدالبيوت القديمة صاحب الفكرة يتحدث للزميل المبرزي عملية سقي المزارع في السابق ( الصدر ) (تصوير: عيسى البراهيم)