كيف نحمى اللغة العربية في زمن التقنيات الحديثة حتى لا ننزلق إلى كارثة أن تصبح لغة شعائر دينية في أماكن العبادة، دعوة أطلقها الكاتب عبد الحميد بسيونى في كتابه الصادر مؤخراً بعنوان «شبكات المعلومات ومصير اللغة العربية» عن سلسلة دار الهلال. ويؤكّد الكاتب ضرورة الاهتمام اللغوي بالجيل الجديد والأطفال، حيث يزداد هاجس الخوف على اللغة العربية من صغار السن آباء وأمهات المستقبل. ويتناول الكتاب أمواج التطور التي جعلت شبكة الإنترنت طريق المعلومات السريع وتزوّدت بالوسائط المتعدّدة وأصبحت مأوى الفضاء السبراني والبيئات الافتراضية مع تطور الذكاء الاصطناعي وتقنية النانو والتقارب. ويستعرض الكتاب الإعلام الجديد وقضايا الشبكات والإعلام واللغات، وينتقل إلى القلق العام على اللغات والهوية من أشباح الهيمنة والعولمة، ويستعرض القلق على اللغة العربية في الشبكات والإعلام الجديد والبريد الإلكتروني والدردشة والمؤتمرات والعوالم المتخيلة والواقع الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي. ويؤكد الكتاب أن التقنيات والعولمة ليست مسؤولة وحدها عن الانفلات اللغوي فاليوم نواجه خطر تعليم الأطفال اللغات الأجنبية وظهور أخطار وتجاوزات الإعلانات، ونشر وانتشار أخطاء نطق الكلمات وإفساد الحس اللغوي، وأخطاء المفردات والجمل والتراكيب واستخدام المفردات الأجنبية»، ويمكن أن تصبح شبكات المعلومات بسبب جاذبيتها بديلاً لجغرافيا المجتمع، وتسحب الأفراد بعيداً عن الواقع بلغة جديدة.