سعادتنا بالغة، نحن كُتَّاب هذه الجريدة، بمنح رئيس تحرير «الجزيرة» الأستاذ خالد المالك جائزة البحر الأبيض المتوسط العالمية من قِبَل هيئة عالمية متميزة تتخذ من مدينة نابولي الإيطالية مقراً لها وهي مؤسسة البحر الأبيض المتوسط العالمية التي قررت لجنتها التحكيمية بالإجماع منح الجائزة للأستاذ المالك. هذه الجائزة الرفيعة مُنحت لشخصيات مرموقة مثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما والشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت والملك حسين ملك الأردن سابقاً والملك الحسن ملك المغرب سابقاً والشاعر محمود درويش والروائي نجيب محفوظ وسكرتير الأممالمتحدة بان كي مون ومديرة اليونيسكو بوكوفا، وغيرهم. وتُمنح هذه الجائزة في مجالات عديدة، منها: الأدب، والسينما، والصحافة، والبيئة، والدبلوماسية والحوار بين الأديان والاقتصاد والأعمال والطاقة والتنمية المستدامة والتراث الثقافي، ومجالات أخرى عديدة. والجائزة تتكون من شهادة ومن عمل فني للنحات الإيطالي ماريو موليناري. لاشك أن حصول أي سعودي أو سعودية على جائزة عالمية بهذا المستوى هو أمر مفرح لأنه يمثل اعترافاً بما وصل إليه ابناء وبنات هذا البلد من تميز وإبداع. ولاشك، أيضا، أن تكريم الأستاذ خالد المالك بمنحه هذه الجائزة هو تكريم لشخصه ولتجربته الصحفية الطويلة وكذلك للصحافة والثقافة في المملكة العربية السعودية مما يجعل الابتهاج والاعتزاز بهذه المناسبة لا يقتصران على أسرة «الجزيرة» بل يتجاوزانها إلى عموم الصحفيين والكتاب والمثقفين في بلادنا. نحن الذين تعاملنا مع خالد المالك منذ عشرات السنين نعرف من تجاربنا الشخصية أنه استحق عن جدارة الحصول على هذه الجائزة، وكل واحدٍ منا يحمل قصته الخاصة مع خالد المالك، فقد مَنَحَنا طوال الوقت التفهم والتشجيع وأشعرنا بأنه صديق أكثر مما هو رئيس للمطبوعة التي نكتب فيها. لازلت أحتفظ عندي حتى الساعة برسالة وصلتني من الأستاذ خالد المالك، مُرسَلة بتاريخ 9/9/ 1392ه ( 1972م) حينما كنت دون سن العشرين، طالباً على مقاعد الدراسة. وكنت أتلمس طريقي في دروب الصحافة وبعثت له بمادة للنشر في الجزيرة، ولم أكن متأكداً إن كانت صالحة للنشر أم لا. وقد جرت العادة في صحافتنا أن يأتي الرد على المبتدئين عبر زاوية «بريد القراء» بالصحيفة وغالباً بعدم النشر، لكنني فوجئت برسالة لطيفة تصلني بالبريد العادي وليس «بريد القراء» على عنواني الشخصي بتوقيع رئيس التحرير خالد المالك يختتمها بهذه العبارة التشجيعية: «أرجو أن تكون متأكداً بأننا سنكون معك وسيكون لإنتاجك الصدارة في اهتمامنا وبانتظار ما تبعثه من مقابلات أدبية أو فنية او رياضية او تحقيقات محلية، ولك مني خالص التحية». لكم أن تتخيلوا أثر هذه الرسالة من رئيس التحرير على معنويات إنسان مبتديء في عالم الصحافة وما تضمنته من عبارات تشجيعية تمنحك الشعور بالأهمية. هذا هو خالد المالك الذي يدين له كثيرون ممن اختاروا طريق الصحافة حتى وصلوا إلى أعلى المواقع في صحف كبرى، فضلاً عن إسهامه التنويري والتوعوي في مسيرة التنمية الوطنية على مدى خمسين عاماً. مبروك للأستاذ خالد المالك ولأسرة الجزيرة وللصحافة والثقافة في بلادنا.