عندما يدور الحديث عن نادي الهلال في أي مجلس، فالأكيد سيخطر بذهنك لاعبون مثلوا الفريق العريق وجلبوا له البطولات، وكانت سمتهم الروح والإصرار من أجل إسعاد جماهيره الكبيرة، ومن هؤلاء اللاعبين الأسطورة سامي الجابر، والظاهرة يوسف الثنيان، والأخطبوط محمد الدعيع، والموهوب محمد الشلهوب، والقائمة تطول. في السابق عندما كان أي لاعب يمثل الفريق الأول لكرة القدم في نادي الهلال تجده يلعب من أجل الشعار وإرضاء شغف الجمهور الأزرق الكبير بالفوز مهما كلف الأمر، وهذا سبب بعد توفيق الله في جعله الهلال الفريق «رقم 1» في قارة آسيا من حيث البطولات. في الوقت الحالي هناك بعض اللاعبين في الهلال لا يهمهم سوى توزيع الابتسامات على شاشات التلفاز وإن كانت النتيجة خسارة الفريق، وكأن الأمر لا يعنيهم، ومن العجب أن يبقى بعضهم في صفوف الفريق رغم تواضع مستوياتهم وعدم أهليتها لتمثيل فريق كالهلال، وهذا يعد خسارة على الفريق من الناحية الفنية والمادية والتي بمقدرة النادي الاستفادة من هذا الجانب ببيع عقودهم والاستفادة منه. في صفوف الهلال اليوم عدد من اللاعبين يعدون عبئاً على الكيان وقد صبرت عليهم الجماهير كثيراً من أجل الاستفادة منهم داخل أرضية الملعب، ولكن مع مرور السنوات تزداد قناعة المتابعين والجماهير بأنه لا حياة لمن تنادي، ولسان حالهم يقول «تسأل عن الحال.. هذا هو الحال». من جانب آخر ليس سراً أن لاعبي الهلال محسودون من البقية، فالرواتب تصرف لهم بانتظام والمكافآت تنهال عليهم من كل اتجاه، لكن في المقابل نجد التقاعس من بعض اللاعبين فور تجديد عقودهم ويلحظ عليه الانخفاض في مستواه بشكل كبير دون أسباب مقنعة. في الموسم الماضي برز سلمان الفرج بشكل لافت مما جعل الكثير من جماهير الهلال تستبشر خيراً بلاعب ذي مواصفات ومهارات عديدة، حيث قدم مستويات كبيرة ولافتة للنظر، واستمر على تطوير مستواه آنذاك حتى أصبحت الجماهير تتحدث عن تميزه، لكن سرعان ما اختفى ذلك الحماس وانحدر مستواه في هذا الموسم، وأصبحت الكثير من الأهداف التي تلج مرمى الفريق بسبب أخطاء منه لاحتفاظه بالكرة كثيراً. وكذلك سالم الدوسري ونواف العابد أصبحا أكثر عصبية ونرفزة وأقل انضباطاً، حتى عبدالعزيز الدوسري والملقب ب«ميسي السعودية» برز قبل عدة مواسم بشكل واضح في الفريق الأول، ولكن سرعان ما اختفى بريقه وأصبحت الجماهير تطالب في كثير من الأحيان ببيع عقده لعدم استفادة الفريق منه في السنتين الماضيتين، والحال نفسه ينطبق على عبدالله السديري الذي ولج مرماه 8 أهداف في 3 لقاءات، وهذا الأمر تعده الجماهير الزرقاء فشلاً. وقد قال الدعيع عن السديري: إن ردة فعله ضعيفة ويعاني من ثقل في الحركة وكثير الأخطاء. وفي ذات السياق يبدو أن لدى مدرب الهلال دونيس قناعات غريبة في بعض اللقاءات، وكأنه لا يعرف سوى خطة واحدة وهي 5-4-1، وبالرغم من أن خطته تعتبر دفاعية إلا أن الفريق يعاني في الجانب الدفاعي، وسبب هذه الأهداف حسب آراء المحللين الفنيين وجود لاعب وحيد في المحور الدفاعي، وهذا يسهل على الفرق المنافسة التسجيل على الهلال بسهولة. ختاماً أقول: في حال أرادت الإدارة الهلالية بقيادة الأمير نواف بن سعد المنافسة على جميع البطولات، فأمامها أعمال كبيرة من أجل إصلاح الخلل، والجلوس مع اللاعبين الذين لا فائدة منهم للفريق وعرض عقودهم للبيع في فترة الانتقالات الشتوية، إضافة لمناقشة المدرب حول الأخطاء التي وقع فيها وخرج على إثرها الفريق من بطولة آسيا وخسارة النقاط الثلاث من فريق الاتحاد الأسبوع الماضي.