في حال تميز لاعب كرة القدم وتوهجه تزداد تكلفته المادية عند تجديد عقده وتصبح مرتباته أكبر دون شك، لكن ذلك لا يدفعه إلى الغرور أو الكسل أو الركون للاسم فقط، بل يجعله يقدم الأفضل كون المسؤولية عليه تصبح أكبر مقارنة بما يقدم له من النواحي المادية، هذا في عرف كرة القدم العالمية. لكن يبدو أن الحال يختلف في عرف كرة القدم السعودية إلا ما ندر، فالكثير من لاعبي الكرة لدينا ينخفض مستواه بشكل كبير فور تجديد عقده بشكل مباشر ودون أسباب مقنعة. في الموسم الماضي برز اسم لاعب الهلال «سلمان الفرج» بشكل لافت مما جعل الكثير من جماهير الهلال تستبشر خيراً بلاعب ذي مواصفات ومهارات عديدة «جوكر» حيث قدم مستويات كبيرة ولافتة للنظر، واستمر على تطوير مستواه آنذاك حتى أصبحت الجماهير تتحدث عن تميزه فور نهاية كل مباراة يخوضها، بالإضافة إلى ضمه للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم. لكن سرعان ما اختفى ذلك الحماس وانحدر ذلك المستوى بعد تجديد عقده لمدة خمسة مواسم مع الفريق، مما حدا بالجماهير السعودية للاستغراب من هذا الأمر وخاصة أن اللاعب يعتبر من نوادر كرة القدم. منذ بداية هذا الموسم لم يشارك اللاعب بشكل أساسي مع الفريق سوى في مباراة الفيصلي الماضية بعد غياب عدد من اللاعبين عن التشكيلة الأساسية، ولم يقدم المستوى المأمول من أجل إعادة مستواه المعروف، ووضح عليه عدم استلام الكرة بشكل صحيح وعدم الالتحام وقطع الكرة من الخصم كما كان في السابق. يبدو أن ظاهرة تجديد عقود اللاعبين لدينا في الكرة السعودية أصبحت ظاهرة لانخفاض مستوى أي لاعب إلا فيما ندر، ويبقى التساؤل الأهم: لماذا ينخفض مستوى اللاعب في حال تجديد عقده؟ بكل تأكيد الإجابة لدى إدارات الأندية التي غابت لديها الخيارات الرادعة لمثل هذه التصرفات ك»الخصم» من مرتبات اللاعب أو إضافة شروط من أجل حفظ حقوق النادي كما هو حال حفظ حقوق اللاعب. جماهير الهلال طالبت سلمان الفرج عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالعودة إلى مستواه الجيد وإعادة الثقة لهم، طالما أنه لا يزال ضمن اللاعبين الذين يرى فيهم الجمهور مستقبل الهلال بجانب نواف العابد وسالم الدوسري.