تقوم مشكورة وزارة الداخلية -عبر إدارات المرور- بإصدار أنظمة وقرارات للحد من الحوادث المرورية واليوم تشير دراسات وبحوث عديدة إلى أن هناك من يدفع حياته ثمنا لإجراء مكالمة أو التقاط صورة أو تصفح النت أو إرسال رسالة أثناء قيادته السيارة, ما قد يتسبب بحوادث خطيرة ومميتة لا سمح الله. وأصبح استخدام الهاتف الجوال أثناء قيادة السيارات في شوارعنا من الظواهر المألوفة في المجتمع السعودي خاصة والمجتمعات الخليجية والعربية عامة. ونظرة سريعة عابرة إلى السائقين-السيارات الخاصة والعمومية وليموزينات عند إشارات المرور أو في الشوارع التي تكتظ بالسيارات (شارع الملك فهد-أو طريق الملك عبدالله) على سبيل المثال, كافية بإدراك حجم المشكلة, حيث نجد تقريبا وبدون مبالغة (أن سبع سيارات من عشر) يستخدم سائقوها الجوال, إذ إن الكثيرين منهم يمسكون مقود السيارة بيد والجوال بيدهم الأخرى دون الاهتمام أو المبالاة بالنتيجة الخطيرة التي تنتظرهم وتنتظر غيرهم. والذي قد لا يدركه من يستخدمون الجوال أثناء القيادة أن هذا السلوك يشكل تهديدا خطيرا على حياتهم وحياة الأبرياء الآخرين. وقد أدركت وزارة الداخلية -إدارات المرور- خطورة الأمر, حيث كشفت بعض الإحصاءات أن عدد الحوادث المرورية في المملكة بلغت ما يقارب أكثر من (86.000) ألف حادث مروري سنويا. تسببت في وفاة ما يقارب ب(17) شخصا كل يوم, وتختلف الأسباب لهذه الحوادث, إلا أن استخدام الجوال هو أهم هذه الأسباب, إن لم يكن متصدراً (لا تكلمه) للقائمة المرعبة. وأكدت الدراسات التي تقوم بها الوزارة مشكورة أن استخدام الجوال قد: أ- لا يكون السائق مدركا لكثير عما يحصل حوله. ب- لا يستطيع أن يرى إشارات المرور التي أمامه. ج- يفشل في محاولة إبقاء السيارة على مسارها. د- يتفاعل ببطء مع الواقع. ه- يشعر بضغط نفسي. من هنا أدعو وزارة الداخلية -إدارات المرور- إلى حملة توعوية مكثفة عن خطورة استخدام الجوال أثناء القيادة. عبر لوحات إرشادية تملأ الشوارع. ورسائل توعوية في الإذاعات والتلفاز. ومطبوعات ونشرات توزع في الشوارع. وكذلك مقالات تملأ الصحف لتعزيز هذه الحملة في المدارس في جميع المراحل. وأخيرا وليس أخرا, وضع عقوبات صارمة ضد كل من يستخدم الجوال أثناء القيادة... كفانا استهتاراً بأرواح البشر والله الموفق.