قد يعتقد البعض أن أخطار الحوادث المرورية الجسيمة تقف مسبباتها عند السرعة الجنونية على الطرق أو التجاوز الخاطئ أو عدم ترك مسافة كافية بين المركبات لكن الواقع يؤكد أن هناك العديد من السلوكيات المرورية الخاطئة التي يمكن أن تتحول الى كوارث على الطرق وتؤدي الى حوادث أشد خطورة على الرغم من أنها تبدو في الظاهر أنها سلوكيات محدودة. وهذه السلوكيات رغم أهميتها ونتائجها الخطيرة الا أنه لا يتم التركيز عليها سواء من وسائل الاعلام أو ضمن الحملات التوعوية المختلفة التي تركز على استخدام حزام الأمان والسرعة الزائدة واستخدام الجوال أثناء القيادة. تجاوز الاشارات أول هذه السلوكيات المرورية الخاطئة كما يكشف خبراء المرور هو تجاوز الاشارات المرورية داخل المدن غير المتصلة بنظام «ساهر» حيث يجد البعض فرصة لتجاوز الاشارة في غياب كاميرات الرصد الآلي وهو مطمئن تماما الى أنه لن يحصل على مخالفة على الرغم من أن هذا السلوك قد يؤدي الى حوادث مميتة، ويتساءل خبراء المرور: هل مطلوب أن تتواجد كاميرات ساهر في كافة الاشارات المرورية؟ وهل اختفى الوعي لدى قائدي السيارات للدرجة التي قد يعرضون أنفسهم لأخطار لمجرد عدم وجود رقابة عليهم؟ طرق المشاة أما السلوك المروري الآخر الذي يكشفه خبراء المرور فهو عدم احترام مستخدمي الطريق من قائدي المركبات للمشاة، أو مراعاتهم أثناء استخدامهم للممرات أو أماكن عبورهم، مما يؤدي الى حوادث دهس نتيجة لهذا السلوك المروري الخاطئ، ويؤكد خبراء المرور على ضرورة أن يمنح قائدو المركبات الأفضلية للمشاة، ولعبورهم الطرقات لكي نحافظ على الأرواح البريئة من الدهس والهلاك، ومن يخالف ذلك تتم معاقبته بشكل قاس، ولا يكون هناك تهاون في هذا النوع من المخالفات أو التجاوزات. القيادة بصحبة الأبناء ويضيف خبراء المرور أن هناك سلوكا مروريا آخر خطيرا ربما لا يعلم العديد من قائدي السيارات خطورته والكوارث التي قد يتسبب فيها وهو قيام قائد السيارة بقيادة سيارته وأحد الأطفال في يد قائد السيارة أو في حجره، ويشتغل بالطفل ولا يركز على القيادة، ولا يهتم بسلامة الأطفال داخل المركبة، ومن هنا قد يؤدي هذا التصرف الى عواقب وخيمة أشد خطرا من استخدام الجوال خلال القيادة، فقائد السيارة سيركز بالطبع مع تصرفات ابنه ولا يلتفت الى الطريق وهنا تقع الكارثة.ويكشف العديد من التقارير المرورية عن وقوع عدد من الحوادث المرورية بداخل المدن بسبب اصرار بعض الآباء على وضع أبنائهم في أيديهم خلال القيادة. الأنوار العالية ويشير خبراء المرور الى وجود سلوك مروري خاطئ وهو استخدام الأنوار العالية سواء خلال القيادة داخل المدن أو على الطرق السريعة وهذا السلوك الخاطئ بحسب خبراء المرور يؤدي الى عدم قدرة السائقين في الاتجاه المقابل أو السيارات الأمامية على التركيز في القيادة ومن ثم قد يؤدي هذا التصرف الى وقوع الحوادث نتيجة عدم قدرة السائقين على التركيز. القاء النفايات أما السلوك المروري الخاطئ الآخر الذي نلحظه يوميا في شوارعنا فهو قيام بعض من قائدي المركبات بإلقاء النفايات من سيارتهم في الطرقات وهذا السلوك على الرغم من عدم علاقته بحوادث السيارات الا أنه من السلوكيات الخاطئة التي يجب أن تختفي لما تمثله من مظهر غير حضاري مؤسف. ويطالب خبراء المرور بأهمية تركيز وسائل الاعلام وحملات التوعية على مثل هذه السلوكيات الخاطئة التي قد تؤدي الى حوادث قاتلة في الطرق وحتى تختفي مثل هذه السلوكيات من الشوارع والطرق.