لقد منَّ الله على المملكة العربية السعودية أن يسَّر لها خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، أي شرف هذا يفتخر به، والحمدلله أن وفق المملكة لتقديم أكبر توسعة في التاريخ شهدها الحرمان المكي والمدني الشريفان، أن السعودية تبذل جهوداً رائعة في تقديم وسائل الراحة والأمان للمعتمرين والحجاج، فالمعتمر أو الحاج يشعر بالاعتناء البالغ بالحرم المكي منذ أن يبدأ طريقه من جدة إلى مكة، حيث ترى طريقاً واسعاً مليئاً بمحطات الوقود والاستراحات وسيارات الشرطة والمرور والإسعاف على جنبات الطريق لتقديم المعونات التي يحتاجها الحاج، وما أن تصل مكةالمكرمة حتى تجد المواقف الواسعة والفنادق والشقق السكنية القريبة من الحرم المكي الشريف، وفي الحرم تجد الأرضية المعتدلة الحرارة، وعمال النظافة العاملون ليل نهار كخلية النحل، ومياه زمزم المنتشرة في كل زاوية من زوايا الحرم المكي الشريف بكاسات نظيفة، والإنارة الرائعة التي تجعل الحرم وكأنه في وضح النهار، هذا ناهيك عن رجال الأمن في الحرم الذين يقدمون كل أمن ورعاية لزوار الحرم المكي الشريف وكذلك مكاتب الإفتاء والنصح والإرشاد في الأمور التي تلتبس على الحاج او المعتمر. إن الطبيعة الجغرافية لمكةالمكرمة صعبة للغاية؛ لذلك كانت عملية حفر الأنفاق واقامة الجسور والشوارع ليس في مكة فحسب بل في عرفة ومنى ومزدلفة أمر غاية في غاية التعقيد الذي يتطلب مجهودات مالية وإدارية وفنية مهولة في تنفيذها، والحمدلله أن وفق المملكة على أتم وجه لهذا الشرف التاريخي الذي تحظى به المملكة العربية السعودية وبشهادة جميع مسلمي العالم، ولا بد لنا من ذكر مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف الذي يوزع هدية قيمة لا تقدر بثمن توزع على مسلمي العالم، وحجاج بيت الله لهذه السنة الذين أتوا لأطهر بقعة في العالم من كل فج عميق يرددون لبيك اللهم لبيك....إلى الله أكبر كبيراً والحمدلله كثيراً.. أتوا بكل ترحيب وتسهيل من المملكة العربية السعودية منذ لحظة صدور تأشيرة الحج وحتى مغادرتهم سالمين مقبولين إن شاء الله، فها هم رجال الأمن والدفاع المدني والمستشفيات المجانية والمواطنون يتسابقون لخدمة الحجيج، فلقد رأيت ما يثلج الصدر منهم الذين عملوا جاهدين من أجل راحة وأمن الحجيج. واللهِ إنها مفخرة لكل مسلم، والله إنه لشرف ما بعده شرف فأهلاً بالحجاج...أشرقت الأنوار. - فادي إبراهيم الذهبي