تتشرف بلادنا الغالية دون سائر دول العالم بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وهو شرف نعتز ونفتخر به، ونشكر الله كثيراً على أن منّ به علينا واختارنا له. وطوال تاريخ المملكة العربية السعودية، جعل حكامها خدمة الحجاج والمعتمرين في مقدمة أولوياتهم، وبذلوا كل ما هو متوفر من إمكانات مادية وطاقات بشرية حتى يتمكنوا من أداء نسكهم في راحة ويسر وطمأنينة. إن شواهد الخير لذلك عظيمة على أرض الواقع، ولا يكاد يمر عام إلا ويلحظ الحاج إنجازاً جديداً على مستوى الخدمات والبناء، فعلاوة على تطوير خدمات قطار المشاعر، سيستفيد الحجاج في هذا العام وللمرة الأولى من توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - للمسجد الحرام والتي تمكن من استيعاب نحو 300 ألف مصل في الدور الأرضي للحرم، فيما العمل جار لاستكمال الأعمال المتعلقة بهذه التوسعة التي تعد أكبر توسعة للحرم المكي الشريف، وعند زيارتهم للمسجد النبوي الشريف سيستفيد الحجاج من المشروع العملاق لتظليل الساحات المحيطة بالمسجد. وها هو موسم الحج قد بدأ باستعدادات كاملة وخطط متكاملة ليؤدي الحجاج مناسكهم وزيارة المسجد النبوي الشريف في أجواء من الأمن والسكينة والطمأنينة. وهذه الاستعدادات الشاملة والمقترنة بالإنجازات الكبيرة تنطلق من إرادة صادقة وعطاء سخي وفق منظومة متكاملة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز – حفظهم الله - وتنفيذ الوزارات والأجهزة المعنية بالحج كافة خططها، بالإضافة إلى تنفيذ خطط رعاية الحجيج والاستعدادات في المدينتين المقدستين بإشراف ومتابعة سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة المركزية للحج، وسمو الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الحج بالمدينةالمنورة. وامتداداً لذلك، تولي وزارة الحج جُلَّ اهتمامها ورعايتها بمؤسسات الطوافة في مكةالمكرمة جميعاً لكي تظهر في صورة مشرّفة وتقوم بمساندتها عن طريق تقديم التسهيلات والتنظيمات اللازمة لتحركات الحجاج خلال موسم الحج، وتحرص مؤسسات الطوافة كما تحرص أيضاً مؤسسات الأدلاء في المدينةالمنورة، والوكلاء في جدة على تطوير المستوى المهني لمنسوبيها، مما يؤثر إيجابياً على إنتاجية وسمعة تلك الهيئات وإظهارها بالصورة المشرفة التي تليق بالحج والحجاج. منظومة خدمات متكاملة تقدم لقوافل الحجيج، يعمل على توفيرها وإنجاحها مئات وآلاف العناصر من مختلف الوزارات والأجهزة المعنية، كل ذلك لكي يؤدي الحجاج مناسكهم بكل يسر وسكينة، وينعموا بالأمن والطمأنينة. نسأل الله العلي القدير ان يسبغ على عباده حجاج بيت الله الحرام نعمائه بالحج المبرور والذنب المغفور، وأن يحفظ قادتنا ويوفقهم دائماً وجميع أبناء هذه البلاد الطاهرة التي شرفها الله بمنحة إلهية كريمة وهي خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وهو شرف لا يضاهيه شرف آخر.