في هذا اليوم العظيم في هذا اليوم المهيب الذي تتزين فيها المملكة وتتبختر بأبهى حللها وترتدي أجمل ثيابها ثياب العز والكرامة المنسوجة من خيوط الجهاد المقدس والكفاح الطويل من أجل إعلاء راية التوحيد راية «لاإله إلا الله محمد رسول الله» شامخة خفاقة في روابي هذا الوطن العزيز وفي ربوعه الغالية معانقةً سماء المجد والشموخ بأنفة وكبرياء في وجه مشرق باسم ينضح منه عبق التاريخ المجلل بالزهو والفخر بعد مسيرة ظافرة وملحمة خالدة قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لتوحيد هذا الكيان العظيم وجمع أشتاته وصهره في بوتقة واحدة وفي مجتمع واحد مجتمع متحاب ومتآلف مجتمع يسوده الود والإخاء بعيداً عن الشحناء والبغضاء والتقاتل فيما بينهم لإسباب واهية تحركها عصبيات جاهلية ونعرات قبلية ما أنزل الله بها من سلطان، منطلقاً من قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}.. فقد استل الملك المؤسس -رحمه الله وأمطر على قبره شآبيب رحمته- سيف الحق وامتطى عدالة قضيته المتمثّلة باسترداد ملك آبائه وأجداده الذي ظل يرمقه بعيناه وقلبه طويلاً منتظراً ساعة الظفر به واستعادته، ليعود إلى أحضانه وإلى أهله وعشيرته وأنصاره الذين بقوا على الولاء والطاعة لهذه الأسرة المباركة الطيبة. فقد أعد لهذه اللحظة العدة بإحكام متوكلاً على الله ومتيقناً بأن الله لن يخيبه في مسعاه ومبتغاه متسلحاً بقلب يعمره الإيمان القوي والراسخ في أعماقه بأن النصر أقرب إليه من حبل الوريد. فقد دخل الرياض ومعه مجموعة مؤلفة من ستين فارساً وكان له ما أراد، فقد هلل أهل الرياض لمقدمه الميمون مستبشرين بعهد جديد يقوده الإمام عبدالعزيز الذي كرس كل حياته لوحدة هذا الشعب ونهضته وإزالة كل ما من شأنه زرع الفرقة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد فقد أمن على حياة الناس ووطن البدو في الهجر ودفع بعملية التعليم واستقدم شركات النفط للتنقيب، وأسس جيشاً وطنياً يذود عن حمى الوطن، وازدهرت الحياة في عهده بكل تفاصيلها. وخلفه من بعده أبناؤه البررة الملوك الذين حفظوا العهد وصانوه وأضافوا الكثير الذي يعجز الكلم عن ذكره ووصفه بدءاً بالملك سعود وانتهاءً بهذا العهد الزاهر عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان. فقد شهد الحرمان الشريفان أكبر التوسعات في التاريخ ورصدت له القيادة الحكيمة مليارات الريالات واستقدمت أكبر الشركات لتنفيذ هذا المشروع الضخم والذي تم بنجاح باهر. أما على صعيد التعليم فقد بلغ عدد الجامعات أكثر من 30 جامعة عدا المدارس بشتى مراحلها الثلاث التي تنتشر على أرض الوطن في كل مكان.. كما أن برنامج الابتعاث الخارجي أثرى كان نقلةً نوعية في التعليم والاستفادة من خبرات المبتعثين في تخصصاتهم النادرة. وأما على الصعيد الصحي فقد أنشأت المستشفيات التخصصية والعامة في كافة أرجاء الوطن.. أما على صعيد البنى التحتية للدولة فحدث ولاحرج من مؤسسات ومنشآت وشبكات طرق حديدية وبرية تربط المدن فيما بينها ناهيك عن افتتاح المطارات الداخلية والخارجية وغيرها الكثير مما لا يستطيع حصره المتابع والمراقب للشأن السعودي فقد عود المقام السامي -حفظه الله- أن يفاجأ المواطن السعودي بكل ما يسره وكل ما هو جديد وما يصب في صالحه محققاً له ما يصبوا إليه وما تطمح إليه نفسه وهذا إنما يدل على محبة وترابط وتلاحم القيادة مع الشعب في كل ظروفه وأوضاعه.. كما أن مكارم ووقفات القيادة السعودية لم تنحصر على الشعب السعودي فقط إنما تجاوزته إلى الأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء ومامحنة اليمن عنا ببعيد عندما عبثت أيدي الحوثيين باليمن وقتلت الشعب ودمرت مؤسسات الدولة وسلمتها لإيران أطلق الرئيس اليمني نداءات الاستغاثة بالتدخل العربي فما كان للملك سلمان -حفظه الله- إلا أن أصدر أمراً بتحرير اليمن من هذه العصابة المجرمة مشكلاً تحالفاً قوياً من دول عربية تقوده المملكة وبدأت المدن تتحرر وهاهي عدن ترجع إلى الشرعية ومدناً مهمة تسقط تباعاً بيد المقاومة والشعب يقاوم الحوثيين ويطردهم من كل المناطق ويسجل انتصاراته ونجاحاته بفضل من الله ثم من لدن خادم الحرمين الشريفين الذي اتخذ قراراً تاريخياً بنجدة اليمن والوقوف إلى جانبه فهذا هو عصر الإنجازات والانتصارات الذي خلدته الأيام وبقي تاريخاً تفوح من رائحة الأمجاد والفخار عصراً تفتخر به الأجيال وتشرف بإنتسابها إليه بدأه المؤسس -رحمه الله- وتتابع الأبناء من بعده في صناعته.