منذ القدم ومنذ الحجة التي حجها رسولنا الكريم،وموسم الحج هو اللقاء الرسمي الأكبر والأهم والأثرى بين المسلمين في كافة أرجاء المعمورة. في موسوم الحج يلتقي العلماء والأدباء والساسة والمثقفون وأصحاب كل التخصصات من المسلمين فينتج عن هذا اللقاء مزيج من الإبداع في كل التخصصات. ولو تأملنا في تاريخ الحج لوجدناه مليئا بالمواقف والأحداث المفرحة والمحزنة فمن لقاء واجتماع إلى حوار ومفاهمة، وفي الحج ألفت كتب عبر التاريخ وألقيت محاضرات ودروس...كم هو جدير بنا أن ندرس تاريخ الحج وأثره على الحضارة الإسلامية والمسلمين عبر هذه القرون. كل عامٍ يفوح عبق نسائم فريضة الحج، يتمنى تأديتها كل مسلم على وجه الأرض، فيأتون من كل مكان. فعلى رغم اختلاف أعراقهم وألوانهم إلا أن هدفهم واحد. أقبلوا بقلوبهم قبل أجسادهم فكم خطواتٍ أنهكها التعب ووجنات تحرقها دمعات تمني القبول. لله در مشاعرهم التي يخالجها رهبة وشوقٌ وإقبال. تخالطهم ملائكة الرحمن تدعو لهم وتُؤمِّن على دعواتهم. فكلهم أرواحٌ أقبلت تبحث عن دواء الغفران،فتأبى? إلا أن تتعافى من وِزرها والأوهان. ففي عرفة أجواءٌ مفعمه بالروحانيه،آمال وأمنيات تصعد للسماء،عبراتٌ تُسكب، ومشاهدٌ تُرهَب، ومطالبٌ تطلب،ورحمات تُصَب. في عرفة يزيد الرب رحمته وعطاءه، يباهي بهم ملائكته فيقول (انظروا لعبادي لم أتوا ؟ فيفيض عليهم لطفاً وعتقاً. باتوا في أكناف أراضٍ مقدسة، واحتضنتهم منى وعرفات، وفي مزدلفة آمالهم مزدلفات. فيا ربي تقبل من كل ضيوفك سعيهم، ولا تجعل فيهم من يقال له لا لبيك ولا سعديك،ولاتجعل فيهم كمن نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً. رحِم الله جهدهم والتكلان،حجيج بيتك يا الله توجهوا إليك بذُل ومشاعرٍ فوضى، يرددون بقلب خاشع: وعجلت إليك ربي لترضى.