سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خوفوني من الوهابية.. واتبعنا المنهج الوسطي وفتاوى علماء المملكة للقضاء على البدع والخرافات «ابن الصيّاد» «الفقير» الذي طردته المدرسة وأصبح وزيراً بالمالديف ل«الجزيرة»:
نشأ في أسرة فقيرة، والده صيّاد محب لدينه، غارساً في أبنائه حبّ القرآن الكريم وتعلّمه.. إنّه د. محمد شهيم علي سعيد وزير الشؤون الإسلامية بالمالديف سابقاً ومدير الجامعة الإسلامية حالياً وعضو مجلس التعليم العالي بمكتب رئيس الجمهورية. التقته «الجزيرة» في حوارٍ شاملٍ تحدّث فيه عن رحلته العلميّة والعمليّة التي واجهته الكثير من الصعوبات والتحديات، واستطاع بفضل الله ثم إرادته الجادّة مواصلة الطريق. ويكشف في حواره عن تحذير بعض الناس له من الذهاب للمملكة خوفاً من الوهابية والتطرف مما جعله يقبل التّحدّي وتكون المملكة العربية السعودية وعلمائها ونهجها الوسطي أحب البلاد إلى قلبه. الحوار مع د. محمد شهيم متنوّع عن العمل الإسلامي وجهود خادم الحرمين الشريفين في دعم ومساندة المسلمين في المالديف وغير ذلك من الموضوعات، وفيما يلي نصّ اللقاء: * هل بالإمكان أن تحدثوننا عن مسيرتكم العلمية والعملية؟ - لقد بدأتُ دراستي في جزيرتي في جنوب المالديف، ووالدي أخذني إلى العاصمة وأدخلني في مدرسة عربية إسلامية في العاصمة (ماليه)، ودرست هناك لمدة سنتين، وفُصِلتُ من هناك لأنني لم أنجح سنتين متتابعتين، تطبيقاً للنظام المتبع آن ذلك، ورفقائي في المدرسة واصلوا الدراسة، وأنا فُصِلت، وحزنت على ذلك، ووالدي كانت له آمال وطموحات تجاهي، وكان صياداً، ونحن من أسرة فقيرة، وكان الناس من الجزيرة يستهزؤون بوالدي، لأنه أدخلني في مدرسة عربية وإسلامية، وأن الولد لن يجد وظيفة مستقبلاً، لماذا يدرس الدين واللغة العربية. ووالدي بكى على فصلي من المدرسة، ثم كنت أعمل في دكان، وكان عمري 14 عاماً، وراتبي (600) روفية مالديفية، حدود (55) دولار شهرياً. بينما أعمل في الصباح، أذهب مساء لتعليم القرآن الكريم في معهد الدراسات الإسلامية في العاصمة، وكملت الدورة خلال سنة. ثم وجدت فرصة للذهاب إلى باكستان للتعليم، وأخذت قرضاً من ابن عمتي قدره (400) دولار. وعمري 15 سنة، وأذكر يوم سفري، والدي قَبَّل وجهي، ودمعت عيناه، وقال لي يا بني (ادرس جيدا، ولا تترك الصلاة) ففي باكستان عام 1994م، حفظت القرآن الكريم هناك، ولم أكن أتوقع يوما أنني سأستطيع حفظ القرآن، ولكن الله بارك لي فيه ببركة دعا الوالدين (والدي دائما كان يشجعنى أن أخدم الدين، وكان يربّينا على الصلاة ونحن صغار، وأنا أكبر أولاده الخمسة)، وبعد حفظ القرآن الكريم التحقت بمعهد إسلامي تابع للندوة العالمية للشباب الإسلامي في باكستان والمقررات الدراسية هنالك كانت سعودية، وبالعربية. وكنت أحصل على الأول في كل فصل، والأول على مستوى المعهد في السنة الأخيرة. تخرجت منها وأنا أعرف العلوم الشرعية واللغة العربية، مما زاد من فرحة والدي وسروره. ثم رجعت للمالديف وعيّنت مدرساً في المدرسة التي فُصلتُ منها، وفي عام 1999م حصلت على فرصة لأن أمثل المالديف في مسابقة الملك عبد العزيز للقرآن الكريم بمكة، والله وفقني لدخول الكعبة ولله الحمد، ودعوت الله أن يوفقني للدراسة في المدينةالمنورة. رجعت المالديف من السعودية، وقدمت الأوراق للجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة عبر وفد جاء المالديف، وذلك قبيل سفري للمسابقة. وأحببت المدينة والمملكة العربية السعودية منذ دخولي الكعبة. (كيف وأنا ابن لأسرة فقيرة من جزيرة في جنوب المالديف يُفتح له الكعبة المشرفة، ولم أكن أحلم بذلك في حياتي). ثم سافرت إلى مصر، والتحقت بمعهد الدراسات الإسلامية بالعباسية التابع لجامعة الأزهر الشريف، وبينما أنا في مصر؛ جائتني رسالة القبول من الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة؛ وفضلت المدينةالمنورة، على الرغم من تحذير بعض الناس لي أن لا أذهب إلى المدينة وخوفوني بالوهابية والتطرف وما إلى ذلك. كما قالوا أني لن أجد وظيفة إذا درست هنالك. ولكني رفضت كل ذلك وأحببت أن أدرس في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى بارك لي فيها، حيث التحقت بكلية الشريعة، وفي نفس الوقت عُيّنت إماماً لمسجد الجامعة الإسلامية بعد سنة من التحاقي بالجامعة، وكنت إماماً فيه إلى أن تخرجت عام 2004م، وبعد وصولي للمالديف عُرض علي أن أكون قاضياً، ورفضت خوفاً من القضاء، وكان راتب القاضي آن ذلك حدود 30 ألف روفية مالديفية، مع الإسكان، وفضّلت أن أكون مشرفاً على حلقات تحفيظ القرآن الكريم بمركز القرآن الكريم براتب ألفين روفية مالديفية فقط. ولكن الله تعالى بارك لي فيه. ثم التحقت بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا للدراسات العليا، وتعلمت اللغة الإنجليزية، وحصلت على درجة الامتياز فيها، ثم حصلت على الماجستير في الفقه وأصول الفقه من كلية معارف الوحي والتراث الإسلامي، وكانت رسالتي بعنوان: «البصمة الوراثية وأثرها على أحكام اللعان»، وكتبتها باللغة العربية، والرسالة مطبوعة. ثم رجعت إلى المالديف، وأسستُ «قسم الشريعة» بكلية وِلا الأهلية العالمية في المالديف، ومناهجها نفس مناهج كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، ولكن تدرس باللغة المالديفية لقلة من يعرف العربية، واللغة العربية تدرس كمادة، وقسم الشريعة بوِلا الآن ثاني أكبر قسم في الكلية. ثم واصلت الدكتوراه في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عام 2010م، وكانت رسالتي بعنوان: «تطوير نظام الزكاة في المالديف في ضوء التطبيقات المعاصرة» وقدمت فيها مقترحاً لقانون الزكاة، وخطة للتطوير. وتخرجت بتوصية لطباعة الرسالة ولله الحمد. وقد شاركت في تأسيس البنك الإسلامي بالمالديف، وأنا عضو في اللجنة الرقابة الشرعية بالبنك المركزي، وكنت محافظا، وممثلا للبنك الإسلامي للتنمية بجدة للمالديف. وفي مجلس الوزراء كنت نائبا لرئيس اللجنة الاجتماعية في المجلس، ويترأسه نائب رئيس الجمهورية، وإذا غاب عن الاجتماع أنا الذي أنوب عنه، واللجنة تتكون كل من: وزير الداخلية، ووزير التعليم والتربية، والمدعي العام، ووزير الإسكان، ووزير الصحة، ووزير البيئة. هذا باختصار شديد عن الحياة العلمية، والعملية، وحالياً مدير للجامعة الإسلامية بالمالديف بتعيين من فخامة السيد الرئيس عبد الله يامين عبد القيوم، وذلك بعد استقالتي لأسباب شخصية من الوزارة. بعد شهرين من استقالتي طلب مني الرئيس أن أتولّى إدارة الجامعة، وقبلتُ ذلك لأخدم الأمة في نشر الرسالة، وكنت أيضا رئيس لجنة إنشاء الجامعة بتعيين من فخامة الرئيس! وحالياً عضو مجلس التعليم العالي بمكتب الرئيس بتعيين من فخامة الرئيس! * من المؤكد أن لكم ذكريات جميلة في المدينةالمنورة خلال فترة الطلب الأولى كيف تصفون تلك المدة الزمنية وعلاقتكم بالمشايخ؟ - أذكر الدكتور محمد الشيباني الأستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة الذي كان سبباً في قبولي في الجامعة، وعمل معي مقابلة في المالديف عام 1998م، وأذكر البيئة المدنية التي عشناها، والأيام التي قضيناها، وأهل المدينة لم أر مثلهم في الأخلاق، والنظافة، كم هم كراماء، وكم هم طيبون، ولي زميل سعودي من أهل المدينة ليس طالباً، وإنما من أهلها، كان محباً لنا، وإذا مرض أحد منا كان حريصاً علينا ويحب الشباب المالديفيين، وكان يؤثرنا على نفسه. وما زال يتواصل معي. ويعمل في تلفزيون المملكة العربية السعودية. أما المشايخ فهم من خيرة الناس الذين رأيتهم في حياتي وكان أستاذنا في العقيدة العلامة عبد المحسن العباد، وكان رجلا كريما، وكان على خلق حسن، ولم يغتاب أحدا في الفصل، أحببته كثيرا. ثم الدكتور محمد المختار الشنقيطي (عضو هيئة كبار العلماء حالياً) وكان أستاذنا في الفقه آن ذلك، وكان عالما حقا، يحب الطلاب ويحبونه كذلك. أذكرهم كثيرا. * توليتم دفّة وزارة الشؤون الإسلامية في حكومتين ما أبرز المنجزات التي حقّقتموها في تلك المدة؟ - بعد أن أُسست وزارة الشؤون الإسلامية بالمالديف بعد فضل الله، ثم بفضل جهود بعض العلماء من خريجي المملكة العربية السعودية عام 2008م، كنت فيها وزيراً للدولة إلى سنة 2010م، ثم وزيرا من سنة 2012م إلى سنة 2015م. عملت في ثلاث حكومات على رأس الوزارة، ونجحت في الوزارة ولله الحمد. لأنني لا أعمل من أجل المنصب، بل أعمل لله وللأمة، وللإسلام، ولا أحب التصادم مع الناس، ولا مع المؤسسات، وأحب التناصح، والتشاور. ولله الحمد لي علاقة طيبة مع جميع المؤسسات في المالديف، ومع الجيش والشرطة، والقضاء، والبرلمان وكلهم يقدروني! ولله الحمد. عينني فخامة الرئيس السابق محمد نشيد وزيراً للدولة للشؤون الإسلامية عام 2008م. عينني فخامة الرئيس السابق محمد وحيد حسن وزيراً للشؤون الإسلامية عام 2012م. عينني فخامة الرئيس عبد الله يامين وزيراً للشؤون الإسلامية عام 2013م وذلك بعد انتخاب الحكومة الجديدة. خلال هذه الفترة بذلنا جهودا كبيرة لإحياء السنة النبوية، ونشر العقيدة الصحيحة، واتبعنا المنهج الوسطي، وكنا نتبع الفتاوى الصادرة من الجهات الرسمية بالمملكة العربية السعودية، واستطعنا القضاء على كثير من البدع والخرافات، والأفكار المنحرفة، والمتطرفة، ولما كنت وزيرا للدولة وفي تلك الفترة بدأنا مشروع ترجمة كتاب: «رياض الصالحين» للإمام النووي- إلى اللغة المالديفية، مع الوزير آن ذك. علما أنه أول مصدر للسنة النبوية ترجم إلى اللغة المالديفية، والكتاب يُقرأ في المساجد، وخلال عهدي وزيراً: ترجمنا كتباً عديدة إسلامية، ومنها بعض الكتب لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - مثل كتاب: «عقيدة أهل السنة والجماعة» وقد طبعنا منها آلاف ووزعناها للشعب المالديفي واستفاد منها كثير من طلبة العلم وعامة الناس، وتجهيز اتفاقية للتعاون بيننا وبين المملكة العربية السعودية لتعزيز العلاقة الإسلامية بين البلدين، والتوقيع على اتفاقية تعاون مع رابطة العالم الإسلامي، وتفعيل مكتب الرابطة في المالديف، كما تم تقديم قطعة أرض كبيرة للرابطة بدون مقابل، بناء مركز لها في المالديف، لخدمة الإسلام، وعقدنا عدة ندوات، ومؤتمرات في المالديف بالتعاون مع المؤسسات السعودية، وتأسيس الأوقاف لأول مرة في المالديف، تأسيس «مؤسسة الحج المالديفية» على النمط الماليزي، وتأسيس مجمع فقه إسلامي بالمالديف، والبدء بمشروع حفظ القرآن الكريم، حيث تخرج من المشروع خلال عامين حدود خمسة عشر حافظاً لكتاب الله، والبدء ب17 مشروعاً سعودياً في المالديف. منها عشرة للملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من ماله الخاص. وفي آخر عهدي في الوزارة دعمنا مشروع إنشاء جامعة إسلامية في المالديف، ورفعنا مسودة لقانون الجامعة الإسلامية بالمالديف إلى البرلمان، وكنت رئيسا للجنة تأسيس الجامعة الإسلامية بالمالديف، ورفعنا قانونا للزكاة للبرلمان، وقانونا للأوقاف، وأعددنا قانونا لإنشاء مؤسسة مستقلة لإدارة شؤون الحج. وبطلب منا سمح الجيش إعفاء اللحية لأعضائهما بعد أن كان ذلك ممنوعاً في تاريخ الجيش والشرطة. وغير ذلك من الأعمال الكثيرة النافعة. وأنا كوزير للشؤون الإسلامية بالمالديف دعمت عاصفة الحزم، التي قامت بها المملكة العربية السعودية لقطع دابر المجوس، ورفعت خطاباً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نيابة عن العلماء في المالديف، وقد أعلنت شخصياً بكل صراحة للإعلام المالديفي تأييدي وتأييد العلماء في المالديف لعاصفة الحزم. * كان لكم مساهمة في تعزيز التواصل وتنمية العلاقات بين المملكة وجمهورية المالديف كيف ترونها الآن ومستقبلها؟ - المملكة العربية السعودية هي الحصن الحصين للأمة الإسلامية، يجب الحفاظ عليها، وعلى أمنها واستقرارها ويجب على كل الدول الإسلامية أن تكون مع المملكة العربية السعودية جنبا إلى جنب. إن تمسك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، قيادة المملكة العربية السعودية كان بشرى للمسلمين، وهو شخصية نقدره ونحبه. أسأل الله أن يبارك في عمره وعمله. وأن يعز الإسلام والمسلمين في عهده. ولقد بذلت جهداً كبيراً في تعزيز العلاقة بين البلدين، وأنا أرى شخصياً أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الأساسية في الأمة الإسلامية لما فيها الحرمين الشريفين، ودائما كنتُ أشجع المسؤولين في المالديف على الاقتراب من السعودية، والدفاع عنها. وكان لي شرف لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مرتين: مرة في المالديف في زيارته الأخيرة للمالديف لما كان ولياً للعهد، واستدعانا إلى مجلسه كوزير للشؤون الإسلامية بالمالديف، سألنا عن أحوال المسلمين، والاحتياجات التي نطلبها للوزارة، وفرحت بذلك، وأخبرته عن احتياجاتنا، وتبرع بمبلغ مليون دولار في المجلس نفسه، وبعد ذلك تبرع من أمواله الخاص لبناء عشرة جوامع في المالديف بمبلغ 4 مليون دولار تقريبا ويأتي على دفعات حسب البناء. وقال الملك للرئيس المالديفي (إذا أردتم أي شيء للمالديف أرسلوا وزير الشؤون الإسلامية للمملكة، ويشير إلي) فرحت بهذه الثقة! مرة أخرى التقينا بالملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في زيارتنا للمملكة مع فخامة الرئيس المالديفي، وخادم الحرمين من كرمه واحترامه للوفد المالديفي أرسل طائرة ملكية للمالديف لنقل الوفد المالديفي إلى المملكة العربية السعودية، تلك هي المرة الأولى ملك سعودي يرسل طائرة ملكية لنقل وفد مالديفي. والمهم في زيارتنا للملك جلسنا وقتاً طويلاً، حتى تعجب الإخوة السعوديون، وكان الملك يحب الوفد المالديفي، وبعد انتهاء الاجتماع، الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد آن ذلك أخذ بيدي وذهب بي إلى الملك، وقال للملك هذا أخونا محمد درس في المدينةالمنورة، حينما كان الأمير مقرن أميراً للمدينة المنورة، وقال لي الملك ممازحاً: (هل درسك مقرن؟ وكنا نضحك). لقد رأيتُ الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إنسانا متواضعا، ورجلا حكيما، ومحبا للمسلمين، ومهتما بأمور المسلمين ولا يفرق بين الأبيض والأسود، وإنما محب للجميع، ومحب للسلام، والأمن. ومحب للإنسانية، وفي هذه الزيارة للملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وافق على فتح السفارة السعودية في المالديف، وزاد المنح الدراسية، ودعم العلاقة الاقتصادية بين البلدين، وذلك لأول مرة، كما أن لي معرفة بالأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، معالي وزير الدفاع أيضاً، وكان سموه كريماً حينما حصل حريق في مصنع تحلية المياه في المالديف، وأخبرته عن ذلك وتبرع بمبلغ في نفس الوقت، وكان أول من تبرع لإصلاح المصنع, حيث كان الناس في كارثة، وكان أكثر الناس تبرعاً. إن شاء الله تعالى العلاقة السعودية المالديفية ستستمر، وستكون المالديف من أقرب الدول للسعودية، ونحن سفراؤها بعون الله تعالى. * وكيف تنظرون إلى جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين ودعمها للتضامن الإسلامي؟ - المملكة العربية السعودية فيها مكةوالمدينة، والحرمين الشريفين وهما منبع الوحي، ومهد الرسالة، وللمملكة جهود عظيمة في نشر الإسلام وتعليم أبناء الأمة، وإقامة المشاريع الخيرية في أنحاء المعمورة، وهي التي احتضنتنا خلال فترة الدراسة، وفي فترة العمل في الوزارة، وكل المؤسسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية كانت تدعمنا في مسيرتنا. ونرى خريجي المملكة خير سفراء لها، وقد انتشروا في الأرض شرقا وغربا يدعون إلى الله على بصيرة، ويحبون المملكة. ويحبون الخير للإنسانية. * كثر في هذا الزمان الأفكار الضالة والفرق المنحرفة وهناك دول تدعم وتصدر الفكر البغيض الذي خرج عن أصول الإيمان ويذم صحابة رسول الله ? ويطعن في الوحيين وكمسؤول في مركز علمي عالي كيف ترى مسؤولية العلماء وطلبة العلم في التحذير من هؤلاء؟ - الوسطية من سمات الشريعة، يجب التمسك بها، لا افراط ولا تفريط، ومن انحرف عن المنهج الوسطي انحرف عن الصراط المستقيم. وهنالك مؤامرات لاختراق صف الأمة الإسلامية من خلال إدخال أفكار ضالة وخاصة بين الشباب. ولا بد أن لا نفتح بابا لأولئك الذين يذمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين، وهذا خط أحمر. وعلى العلماء أن يبينوا للناس دينهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن الإسلام دين وسطي. وأنه دين يحرم الغلو وإرهاب الناس وقتل المسلمين بعضهم بعضا أمر محرم، وقتل الأبرياء سواء كانوا مسلمين أو غير المسلمين بغير حق أمر محرم في القرآن والسنة المطهرة. هذه الأمور يجب بيانها للناس وبالأخص للشباب. حتى نحافظ على عقيدتنا الصحيحة وعلى منهجنا. * للمملكة إسهام كبير في دعم الجامعة الإسلامية بالمالديف هل لكم أن تقدموا لنا لمحة سريعة عن أبرز أوجه التعاون وتطلعاتكم للمرحلة القادمة؟ - هذه الجامعة كانت معهداً ثانوياً بدأ قبل 30 سنة، ثم تحولت إلى كلية إسلامية قبل 12 سنة تقريبا، وفي هذا العام تحولت إلى جامعة إسلامية حكومية نشأت بالقانون. ومبنى الكلية بنتها المملكة العربية السعودية قبل 12 عاماً تقريبا في عهد الملك فهد - رحمه الله -، وفي الجامعة حالياً بعثة سعودية من وزارة التعليم العالي وعددهم 4. ونرجوا أن تبني الحكومة السعودية هذه الجامعة، وبناء مبنى المركز باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، وبعد أن تحولت الكلية إلى جامعة؛ فالمباني تحتاج إلى تجديد، وإلى مبنى مركزي، ونتمنى من المملكة دعم الجامعة في هذه الجوانب، ونتطلع إلى إيفاد دكاترة من المملكة للجامعة في المجالات الشرعية، وبناء سكن للطلاب، حيث تستطيع الأقليات المسلمة في دول الجوار أن يأتوا للجامعة للتعليم، وكفالة المدرسين، وتقديم منح دراسية للأساتذة والموظفين، والطلبة للدراسات العليا، والمساعدة في إنشاء الأوقاف في الجامعة، حيث إن قانون الجامعة يسمح إلى ذلك.