أعرض على المسؤولين عن التعليم هذه النقاط التي أتمنى دراستها والاستفادة منها وهي حول المدرسة والطالب والمعلم وهي: 1- هناك تباين في عدد طلاب الفصول المدرسية، في المدينة الواحدة، خلافا للقرى والهجر والأحياء الريفية والمتطرفة. 2- عدد طلاب الفصل المدرسي، في بعض الأحياء، يزيد على الثلاثين، واكثر من ذلك، بينما العكس في مدارس أخرى، في نفس المدينة. 3- عدد من المدارس لا تستخدم كل الفصول، وتبقى بعض فصولها خالية، وأحسن الظن تحويلها لقاعات خاصة، تظهر ترفا تعليميا، وربما لا تستخدم القاعات، حسب التخطيط المدرسي، فضلا عن تخطيط من حولها لقاعات، وعدد من المدارس، تحتاج لملاحق أخرى، للقضاء على كثافة الطلاب في الفصول، علاوة على عدم توفر مدارس للأحياء المجاورة. 4- آلية سد عجز المعلمين، تنص على مراعاة مصلحة الطالب، في دعوة واضحة للموازنة، ومثال على ذلك زيادة عدد الطلاب، في فصول مدرسة غرب طريق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بالرياض مقارنة بعدد طلاب مدرسة شرق الطريق، أو في أي طرف. 5- يدرك المتابع صعوبة التدقيق، ولكن لا مستحيل، فنظام نور يكشف الواقع. 6 - إشعار أولياء الأمور، بعدد طلاب فصول المدرسة، ومحاولة دعوتهم، إدراك سلبيات كثافة الطلاب، في المدرسة الواحدة، يكتب المعادلة، وقبل ذلك فتح النقاش، مع مكاتب التعليم. سكوت قيادة المدرسة، مع إدراكها للمعاناة، واحدة من الوقائع التعليمية، تشير لضعف ثقافة المشاركة المدرسية، مع مكاتب التعليم وأولياء الأمور. 7- الإفصاح عن عدد الطلاب، في الفصول، واجب قائد المدرسة، ولا بأس لو وضع مؤشرا، لعدد الطلاب، على سور المدرسة، أو في مدخلها الرئيسي، ليتعود أولياء الأمور على معرفة واقع المدرسة، والبحث عن حلول عاجلة، وإشعار إدارة التعليم، لتدبير المؤشر العام، لكل مدرسة، مع مؤشر عدد الطلاب في الفصول ومساحة كل فصل، ومراقبة الواقع، والمقارنة الدائمة، لتفعيل آلية سد عجز المعلمين، بدقة وكمال، وعدل وإنصاف، وتقديم مصلحة الطالب. 8- كثافة الطلاب تؤثر على تحصيل الطلاب، وتصعب السيطرة على مشاكلهم وتتبع سلوكيات بعضهم، وتؤثر على أداء المعلم. وكثافة الطلاب، تزيد من معاناة المرور حول المدرسة، وتخلق جوا غير صحي، داخل وحول المدرسة، ناهيك عن إقرار وزارة التعليم، بخصوص التشكيلات المدرسية، بحسب مجموع عدد الطلاب، وليس حسب مجموع الطلاب، في الفصل الواحد، مقارنة بمساحته، فضلا عن مقارنته بمدرسة في نفس المدينة. سبب ذلك عدم توفير المدارس الكافية، في بعض الأحياء، وإصرار المخطط، على بناء مدارس، تستوعب أعدادا كبيرة، فيضطر لتأجيل توزيع المدارس على الأحياء، وأحيانا منع ذلك، لأكثر من عشر سنوات، كما هو الحاصل في حي الرحاب وحي قرطبة، شمال مدينة بريدة. 9- التدبير قد يكون سبباً في عدم استقرار طلاب الحي، فيضطر ولي الأمر لنقل ذويه يوميا، وتتعطل مصالحه بسبب ذلك، وتضيع التركيبة الاجتماعية، فيتعرف الطلاب، على زملاء من خارج أحيائهم السكنية، ويغيبون عن الرقيب ومتابعة أولياء أمورهم، والسبب هو الإصرار على كثافة الطلاب في مدرسة دون أخرى، في نفس المدينة، وغياب المؤشر العام، للكشف عن تفاوت المدارس. 10- تهتم وزارة التعليم بالأمن ضد الحرائق، ونتمنى أن تهتم أيضا بموضوع الصيانة الدورية، وعدم السكوت، عن كثافة الطلاب، في الفصل المدرسي، إضافة لغياب ثقافة التهوية، داخل الصف، والتقيد بتخطيط المباني، بما يجمع الغبار، وفي حالات واضحة، تمنع الوقاية من الغبار، فضلاً عن صعوبة تنظيف مكان تجمع الغبار، فوق الصبات البارزة ونحوها. 11- كثافة الطلاب، تزيد من نسب العدوى، وتفاقم الأنفاس، ولا تضمن مدارسنا التهوية الصحية، بل لا توجد أي دراسات علمية، عن حالة الأنفاس داخل الفصول، ولا تهتم قيادة المدرسة، بقياس صحة الهواء، فيما لو حدث اختناق، علاوة على عدم التفكير بالتهوية، في الظروف العادية، نهائياً. إن تدبير عدد الطلاب في الفصل الواحد، ليست مهمة قيادة المدرسة، فقط، بل مسؤولية مشتركة، وتدخل شؤون المعلمين يزعج المعلمين، ولكن مصلحة الطالب فوق مصالح أي طرف. وكثافة الطلاب فاتورة مخفية، يدفعها المرور وأولياء الأمور والمخدرات والمؤسسات الإصلاحية، فكل النتائج السلبية، سببها الغفلة عن موازنة عدد الطلاب، علاوة على تصميم المدارس، الذي لا يراعي كل متطلبات الوقاية. 12- التهوية داخل المدرسة، تتحملها وزارة التعليم، من تكلفة موازنة عدد الطلاب، وبالتاي ستدفع فاتورته وزارة الصحة، عند العدوى الظاهرة، وفي العدوى المخفية. ولذا لنتحمل فاتورة الوقاية قبل فاتورة العلاج! وأخيراً أقول إن بناء المدارس، وفق حاجة كل حي سكني، ليس ترفا، بل ضرورة تربوية وتعليمية وأمنية ومالية، وآلية سد عجز المعلمين تضمن مصلحة الطالب، وليس إصرار التعليم على كثافة الطلاب، في الفصل الواحد، وشمال المدن، تعاني من نقص المدارس غالبا. والله الموفق.