بمشاركة 15 دولة عربية ومنظمات حقوقية وإنسانية عقد بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أكبر تجمع شارك فيه أكثر من 100 خبير من وزارات الداخلية والعدل والشؤون الاجتماعية في هذا الدول لمناقشة موضوع اللجوء وأبعاده الأمنية والسياسية والاجتماعية في الدول العربية المضطربة. فقد بدئ الحفل بالقرآن الكريم، عقب ذلك ألقى د. نبيل عثمان الممثل الإقليمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي فقال: نحن نقدر للمملكة هذه الاستجابة لعقد مثل هذه الندوة المهمة التي تناقش أبعادًا خطيرة في موضوع اللاجئين وما يعانون منه هربًا من الحروب ولا شك أن هذه الندوة سوف تناقش آراء هؤلاء الخبراء خصوصًا أننا نرى الملايين يفرون من بلدانهم هربًا من البطش والظلم. وأوضح أن هناك أكثر من 60 مليون إنسان خرجوا قصرًا وظلمًا من ديارهم عابرين البحار معرضين أنفسهم للخطر، حيث فقدوا آلاف الناس في البحار. وامتدح عثمان جهود المملكة في مجال اللاجئين والإغاثة وقال: إن المملكة استطاعت وبحكمة أن تصحح أوضاع الكثير من اليمنيين فيها. عقب ذلك ألقى معالي مدير جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية د. جمعان بن رشيد بن رقوش كلمة رحب فيها بالمشاركين وقال: إن احتضان الجامعة لمثل هذه الندوة ينطلق من مواقف المملكة الثابتة تجاه القضايا الإنسانية في العالم. وأوضح أن هذه الأرقام حول اللاجئين في الدول العربية والإسلامية أرقام مخيفة جدًا.. واللجوء في حد ذاته في أرض ليست بأرضك مشكلة إنسانية.. وهذه الظاهرة هي مسألة أزلية وليست حديثة وقال ابن رقوش: سمعنا هذه الأرقام المخيفة وهي أرقام يشيب لها الجبين حيث يتعرض هؤلاء الهاربون إلى الاضطهاد والمغامرة ومشاق السفر وكل هذه الأمور فرضت عليهم.. لذا علينا أن نبحث هذه القضية المهمة من خلالكم لإيجاد حل شامل يبحث الجوانب الإنسانية من غذاء وصحة وأمن الإِنسان. وامتدح الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن نايف الذي يعطي هذه الجامعة أهمية في قضاياها التعليمية ومثل هذه القضايا. تصريحات ل«الجزيرة» وعقب ذلك تحدث ل»الجزيرة» كل من معالي مدير الجامعة د. جمعان بن رقوش ومعالي د. نبيل عثمان الممثل الإقليمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومعالي أمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وأ. إحسان طيب صالح، فقد قال ابن رقوش إن اللجوء له إفرازات أمنية وله أبعاد إنسانية تطلب الأمر أن نناقش مثل هذه القضايا.. ومع الأسف نسبة اللجوء إلى الدول لها أرقام عالية ومخيفة ونسبة العودة إلى الأوطان متدنية.. من هنا سيكون هناك فجوة أمنية في المجتمعات في الدول التي غادروها.. وسوف تضيف أعباء أمنية للدول التي وصلوها. مشيرًا إلى أن هناك تعاونً مع منظمة للاجئين لدراسة الجوانب الأمنية والإنسانية والخروج بتوجيهات مهمة تتعلق بالجوانب الإنسانية وقال معالي د. عثمان: إن المملكة دائمًا سبّاقة لاحتضان مثل هذه الأعمال التي تناقش الأبعاد الإنسانية لموضوع اللاجئين والمملكة العربية السعودية لها سجل طويل ومشرف لكل عمل إنساني في العالم. وقال: إن هذه الندوة سوف تسلط الضوء على موضوع اللاجئين وما يتعرضون له حاليًا من المعاناة الإنسانية. وأكد أن القرار الذي صدر عن المملكة تجاه الرعايا اليمنيين والسماح لهم بالعمل وإعطائهم الإقامة دليل على مواقف المملكة الإنسانية وشمولهم بالرعاية الصحية والتعليمية، ولها إسهامات كبيرة في جميع أنحاء العالم واحترام حقوق الإِنسان. وبيّن أن هناك ما يقارب من 61 مليون لاجئ ومشرد منهم ما يقارب 70 في المائة من الدول الإسلامية.. 4 ملايين لاجئ سوري. وهناك أزمات في اليمن والعراق والصومال وليبيا وغيرها من الدول لذلك يجب وضع الحلول اللازمة لهذه الأعداد الهائلة من البشر التي تركت بلدانها. وكشف أن هناك جانبًا من الندوة سوف يناقش ما يتعرض له اللاجئون في الدول الغربية وعمليات استخدام الطرق غير القانونية للعبور. من جانبه قال معالي د. إحسان صالح الأمين العام لهيئة الإغاثة فقال: إن هذه الندوة تأتي ومن خلال هذا الزخم الشديد من قبل الخبراء ومناقشة ما يتعرض له هؤلاء اللاجئون في الدول الأوروبية وفتح الحدود أمام هؤلاء المهاجرين... ونحن نشاهد نماذج مأساوية وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته والتعاطي مع هذه المشكلة بروح إنسانية وأخلاقية.