أعرب الممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نبيل عثمان عن قلق المنظمة من ارتفاع وتيرة اللجوء، وتصدير 15 صراعا نشب خلال الأعوام الماضية في مختلف قارات العالم، أعداد هائلة من اللاجئين إذ وصل إجمالي عدد اللاجئين 60 مليون لاجئ ونازح في مختلف دول العالم بمعدل 42500 لاجئ يوميا، وذلك بزيادة 4 أضعاف خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، لافتا إلى خطورة هذه الأرقام المهولة مقارنة مع أعداد اللاجئين الذين تمكنوا من العودة إلى بلدانهم، إذ لا يتجاوز عدد اللاجئين العائدين 126 ألف لاجئ فقط في العام 2014، معتبرا تباعد الفجوة بين أعداد اللاجئين الجدد وأعداد العائدين بمثابة تهديد خطير للأمن والسلم الدوليين. وكشف عثمان عن وفاة 6 آلاف لاجئ غرقا خلال العامين الماضيين في مياه البحار والمحيطات حيث لقي 3500 حتفهم غرقا عام 2014 إضافة إلى 2500 قضوا في العام الحالي 2015، خلال رحلات الهرب من مخاطر الصراعات التي تشهدها بلدانهم. دور المملكة الإنساني وأشاد عثمان بالدور الريادي للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في دعم العمل الإنساني حول العالم وهو دور مشهود ومقدر من قبل العالم، لافتا إلى احتضان المملكة لمئات الآلاف من اللاجئين العراقيين والسوريين واليمنيين، كما نوه بتصحيح المملكة لأوضاع 450 ألف يمني على أراضيها وإتاحتها فرص العمل والتعليم لهم. جاء حديث عثمان خلال كلمة ألقاها في افتتاح أعمال الملتقى العلمي "اللجوء وأبعاده الأمنية والاجتماعية" الذي تنظمه كلية العلوم الاستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمقر الجامعة في الرياض خلال الفترة من 1 إلى 3 سبتمبر 2015، ويشارك في أعمال الملتقى112 مشاركا ومشاركة من وزارات الداخلية، والإعلام والعدل، والصحة والجامعات من 15 دولة عربية هي: الأردن، تونس، الجزائر السعودية، السودان، الصومال، العراق، فلسطين، قطر، جزر القمر، لبنان، مصر، المغرب، موريتانيا، واليمن، والمنظمات الدولية ذات الصلة في هذا المجال. نشاطات جامعة نايف من جهته أشار مدير جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش إلى أن الملتقى ينظم في إطار سلسلة من المناشط التي نفذتها الجامعة بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المجال التدريبي واللقاءات العلمية وفي القضايا الإنسانية في سياق اهتمام الجامعة بكل قضايا الأمن الشامل بما يعزز الأمن القومي العربي والإقليمي والدولي، ومن أهم هذه القضايا المعاصرة ظاهرة اللجوء التي باتت تهدد استقرار العديد من دول العالم وخاصة في المنطقة العربية. ولفت رقوش إلى نهج الجامعة الذي يأتي تنفيذا لتوجيهات ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، الرامية إلى تنفيذ استراتيجيات مجلس وزراء الداخلية العرب في دراسة هذه الظاهرة وأسبابها وأنواعها وآثارها وعلاجها فقامت بجهود متعددة في هذا المجال متمثلة في الملتقيات العلمية وورش العمل والدورات التدريبية محليا وإقليميا ودوليا من خلال التعاون الاستراتيجي مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين والمنظمات الدولية ذات العلاقة. إضافة إلى أطروحات الدكتوراه والماجستير التي خلصت مخرجاتها إلى إجراءات علمية وعملية، سعيا من الجامعة لمعالجة القضايا الإنسانية الملحة ومحاولة إيجاد الحلول لها وتحديد المسؤوليات لتخفيف المعاناة عن اللاجئين المتأثرين بالكوارث البشرية والطبيعية والأثر العميق الذي يحدثه النزوح واللجوء على البنيات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية ليس فقط لبلدانهم ولكن للمحيط الإقليمي والدولي عامة. تخفيف معاناة اللاجئين وشدد الدكتور جمعان على استقطاب الجامعة هيئة علمية متخصصة من ذوي الكفاءات والخبرات للمشاركة في الملتقى، وذلك كي يحقق أهدافه وأن تكون الأوراق المقدمة من جانبهم إضافة جديدة ومميزة تثري الجهود المبذولة في هذا المجال بهدف الوصول لتوصيات علمية قابلة للتطبيق في ظل القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية لتخفف من معاناة اللاجئين بحلول مستدامة لمشكلاتهم وعودة الاستقرار لأسرهم. واختتم ابن رقوش تصريحه بالإشادة بالدعم الكبير الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين، للمنكوبين واللاجئين في مختلف أنحاء العالم حيث أصبحت المملكة الدولة المانحة الأولى عربيا والسابعة عشرة عالميا، ولا بد من الإشارة إلى إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي سيؤسس لمنهجية ذات أبعاد استراتيجية للتعامل مع المنظمات الدولية في الشأن الإغاثي والإنساني.