أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن الأبواب مفتوحة للجميع للجلوس على مائدة الحوار الوطني الشامل، وحل مشكلات السودان دون وجود أي وصاية خارجية، محذراً الحركات المتمردة والمسلحة من إصرارها على حسم القضايا عبر استخدام السلاح. وأشار البشير - لدى لقائه بضباط وضباط صف وجنود منطقة (وادي سيدنا) العسكرية بالسودان، بحضور وزير الدفاع السوداني الجديد عوض محمد عوف - إلى أن القوات المسلحة قامت بقفزات كبيرة، وأنها تمتلك أكبر المصانع في إطار التسليح والمهمات، مؤكداً أن العام القادم 2016 سيكون هو عام السلام الحاسم. وأضاف: «قدمنا الحوار على كل شيء، ونريد للقوات المسلحة أن تتفرغ للواجب الدستوري، وهذه رسالة للجميع نقدم فيها الفرصة الكاملة للحوار، ومن يرفض الحوار فقد أذنا بالحرب عليه». وقال الرئيس السوداني إن الأبواب مشرعة للجميع للجلوس والتحاور وحل مشكلات البلاد دون وصاية خارجية، وعلى أبناء السودان أن يحلوا مشاكلهم بأيديهم وليس بأيادٍ خارجية، فالسودان ملك للجميع وللجميع الحق في التعبير عن رأيه، مشدداً على أن الاهتمام بمعاش الفرد من أوليات المرحلة القادمة. من جانبه، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة بالسودان مصطفى عثمان عبيد أن الجيش على أهبة الاستعداد لتنفيذ كل المهام في سبيل إنهاء الحرب وإحلال السلام في كل ربوع البلاد. في غضون ذلك أمر الرئيس السوداني، بتشكيل لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق حول الاشتباكات التي وقعت بين أطراف السلطة الإقليمية لدارفور خلال مراسم فرز عطاءات تنمية الإقليم، على أن تختص اللجنة بالتحري مع الجهات الرسمية وغير الرسمية ذات العلاقة حول تلك الملابسات. وسمّى قرار الرئيس السوداني، كلاً من وزير العدل عوض حسن، «رئيساً للجنة»، ووزير ديوان الحكم الاتحادي، فيصل حسن إبراهيم، «عضواً»، ونائب رئيس القضاء، عبد المجيد إدريس، «عضواً»، وشدد القرار، على أن ترفع اللجنة تقريرها إلى رئيس الجمهورية في مدة أقصاها أسبوع من تاريخ صدور القرار. وفي السياق، عبر وزير الإعلام بالسلطة الإقليمية لدارفور عبد الكريم موسى، عن أسفه للأحداث التي وقعت مؤخراً أثناء الاحتفال بتنفيذ عدد من المشروعات بالإقليم، وقال: «إنه لا ينبغي أن تكون هناك إسقاطات سياسية على السلطة الإقليمية باعتبارها الجهاز التنفيذي لمشروعات الدولة». وأضاف موسى: إن السلطة الإقليمية لدارفور ستمضي في تنفيذ كل المشروعات باعتبارها مشروعات تتعلق باستكمال النهضة في البلاد ولا تتبع لجهة حزبية أو خلافه. ووقعت اشتباكات بالأيدي - الأربعاء الماضي - بين قيادات في حركتي «التحرير والعدالة»، بقيادة رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التيجاني السيسي، ووزير الصحة الاتحادي بحر أبو قردة أثناء حفل تدشين المرحلة الثانية من مشروعات تنمية دارفور في الخرطوم وسط حضور دبلوماسي كثيف.