يُشكل التعلم صلةً بين الفرد ومجتمعه الصغير إذ يُحقق بذلك إثراءً ثقافياً ينعكسُ على نفسهِ من سلوكه، وأقواله، وأفعاله، نهايةً بتأثيره في المنظومة السلوكية العامة التي تتأثر، وتستجيب تبعاً لهذا المُعطى الجديد الذي يرتقي بها، ويزيدُ في تحصيلها الفوائد من هذا الجانب. وفي القرى، والمُدن الصغيرة، تزيد الحاجة إلى وجود فروع للجامعات تُساهم في زيادة التثقيف في مجالاتها، وتجعل من ذلك صلةً اجتماعية، تزيد في الارتباط الثقافي بين الأفراد، ولهذا أبلغ الأثر في توطين الكفاءات فلا يحتاجون إلى السفر إلى المدن الكبيرة للدراسة، مما يسهم في التنمية في المدن الصغيرة والقرى، التي تحتاج إلى كفاءاتها بما يحقق شمولاً للفائدة المتوسعة للمجتمع الكبير. وتمير أحد المُدن التي تطورت بشكلٍ ملحوظ في الآونة الأخيرة، غير أنها لا تحوي على كليات، ومعاهد، مما يجعل أبنائها يتجهون للمدن الأخرى للدراسة، مع كونها خرجت عُلماء كبار، ومسئولين في كافة قطاعات الدولة، وكما أسهم أهالي تمير في النماء الاجتماعي في الدولة بشكلٍ عام، فتهفو نفوسهم لخدمة القرية التي ينتمون لها بما يستطيعون، ويقدمون من خلال منظومتهم الاجتماعية الصغيرة في (الديرة) التي تزخر بدعامةٍ من التاريخ تكسب الحاضر صلابةً وقوة، ولذلك كان وجود مؤسسات تعليمية عليا ضرورةً للنماء، وتحقيق الإثراء في صعدٍ عديدة تزامناً مع مشروع الملك عبدالله - رحمه الله تعالى- في المدن الصناعية، والتي كان لسدير منها نصيب (مدينة سدير الصناعية) فيتناسب مع هذا المشروع الرائد، أن يكون في المدن في الإطار الجغرافي كتمير كليات ومعاهد تواكب هذه الرؤية، فمع ازدياد السكان، تزداد الحاجة لمثل هذه المؤسسات المهمة التي تزيد في خلق فرص للبقاء في هذه المدن الناميّة، والله تعالى من وراء القصد.