أصبح الخوف سيد الموقف بعد أن اتنشرت أخبار مفادها إحباط قوات الأمن لمخطط إرهابي خطير كان يستهدف مواقع رسمية وفضاءات عمومية من خلال استعمال السيارات المفخخة، حيث تمكّنت قيادات إرهابيّة متمركزة في جبال سمّامة والسلوم والشعانبي من محافظة القصرين الحدودية مع الجارة الجزائر من تهريب عدد من وسائل النقل على غرار سيارات ودراجات نارية بهدف استعمالها في عمليات إرهابية. وكانت مصادر إعلامية قريبة من الجهاز الأمني أكدت أن هذه العمليّة تمّت بين 3 من أبرز زعماء كتيبة «عقبة ابن نافع» ومهرّب خطير من القصرين عُرف بتعامله مع المجموعات الإرهابية وتوفير الدعم اللوجستي لهم. ويضيف المصدر ذاته، أن 3 قيادات إرهابية من كتيبة عقبة ابن نافع تمكنت من النزول من جبل الشعانبي والتسلل نحو الحدود الجزائريّة لتنفيذ مخطّط تهريب سيارات رباعية الدفع، وأكدت مصادر مطلعة أن هذه الصفقة تُعدّ الأخطر التي تمكنت العناصر الإرهابية من تنفيذها. وقد توصّلت الأجهزة الأمنية وفق المصدر ذاته إلى الكشف عن مخطط إرهابيّ مُزمَع تنفيذه من قبل الجماعات الإرهابيّة ومتمثّل في تفخيخ مجموعة من السيارات وإرسالها من الجبال نحو عدد من المدن وهو ما جعل الوحدات الأمنية تقوم بزرع عشرات الكمائن على مستوى الطرق والمسالك التي يمرّ بها الإرهابيون... وفي تعقيبه على هذه الأخبار التي تتضمن نقلة نوعية على مستوى تحركات الجماعات المسلحة، قال العميد السابق بالجيش الوطني ورئيس مركز دراسات الأمن الشامل مختار بن نصر، بأن هناك قابلية لتنفيذ عمليات تفجير باعتماد سيارات مفخخة داخل تونس باعتبار أن كل مخطط إرهابي لا يتم التفطن إليه مسبقاً مع مرور الوقت يستطيع أن يُنفّذ. وقال ابن نصر في تصريح صحفي أول أمس إن فكرة القيام بتفجيرات عن طريق تفخيخ السيارات في تونس ليست جديدة بدليل مخطط جلب السيارات المفخخة جاهزة من الحدود الليبية الذي تم إفشاله خلال العملية الأمنية الناجحة بمنطقة سيدي يعيش التابعة لمحافظة قفصة الجنوبية والتي تم القضاء خلالها على تسعة من أبرز قيادات كتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية وعلى رأسها لقمان أبوصخر.. كما أشار ابن نصر إلى ما كانت أعلنت عنه وزارة الداخلية أخيراً بشأن توفق قواتها الخاصة في إفشال مخططات تستهدف منشآت مهمة وإستراتيجية سواء بالتفجير أو بالسيارات المفخخة، مؤكداً، في هذا الإطار، أن يقظة رجال الأمن والجيش هي العنصر الأهم لإفشال هذه المخططات باعتبار أن «التفطن لعناصر إرهابية يقود إلى الكشف عن خلايا والخلايا عن مخططات... ومن ثمة إبطالها».