يقول الفنان (شعبان عبدالرحيم) إن محمد عبده فنان العرب، استعان به ليُغني له في حفل عيد ميلاد (أحد أطفاله)، شعبولا كان يستشهد بذلك على أهمية الغناء الشعبي الطربي، حتى عند الفنانين الكبار! كثيرون لا يعلمون أن الغناء الشعبي هو أكثر أنواع الغناء تعرضاً للسرقة والقرصنة من غيره - خصوصاً في مصر - على اعتبار أن الأغنية الشعبية في كل الوطن العربي (مُباحة)، كونها تعتمد على البساطة في الفكرة، والمضمون، وتُلحن بطريقة غير مُعقدة، ولا يوجد من يُطالب بحقوق مؤديها أو مؤلفها أو مُلحنها! ولعلنا لا نعرف منه هو المُبدع الذي غنى لأول مرة (يا مركب الهند)، أو (يا سارية خبريني) وغيرها الكثير من الأغاني الشهيرة، حتى وإن قيل إنها أغان جماعية وليست (فردية)، أي أنها تُؤدى من مجموعة أشخاص، وليس من فنان واحد! في الخليج كان طريق الشهرة - وما زال - مُرتبطاً بالغناء الشعبي، كونه يُعبّر دائماً عن حالة الناس الحقيقية ويعكس مشاعرهم، بعيداً عن الرومانسية المُصطنعة، إلا أن بعض الفنانين والفنانات (تنكروا) لوسطهم الحقيقي الذي خرجوا منه، وكان سبباً في شهرتهم العالية، حتى وإن كانت (بهرجتهم) في الملبس تدل على شعبيتهم، ولعل ردودهم بألفاظ (سوقية) وغير مقبولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الجمهور أو مُتابعيهم، فقط لمُجرد اختلافهم في الرأي، كانت هي الأخرى مرآة (فاضحة ) لحقيقتهم؟! تتقاضى إحدى فنانات اليوم، وهي من (طقاقات الأمس) أجراً على غنائها وإحيائها (لليلة واحدة) بحدود 500 ألف ريال، ومثلها بعض الفنانين الشعبيين الآخرين الذين تنفد تذاكر حفلاتهم، ممن لا يحبون أن يُذكر في تاريخهم (الفن الشعبي) كمرحلة جميلة، في زمن جميل، هؤلاء لم يكن في عصرهم، ولا في زمنهم (مُسابقات تليفزيونية خليجية) لاختيار أجمل الأصوات، وترشيحها، لتقديمهم للجمهور، فمن أين أتوا إذاً؟ وكيف خرجوا للساحة الفنية؟! مُحزن جداً أن أول نكران (للفن الشعبي) يأتي من أبنائه، وعلى رأي شعبولا (حبطل الغُنا الشعبي.. وأكون فنان جديد، ومن أول يناير.. حقول كلام مُفيد، وهييييي)؟! وعلى دروب الخير نلتقي.