رباط، وجهاد، وصيام، وروح عالية.. هذا أقل وصف يمكن أن تخرج به بعد زيارة سريعة لجنودنا البواسل المرابطين على خط النار في الحد الجنوبي. هنا حيث ثغر من ثغر الوطن، لا مجال للتراجع أو التخاذل.. عزيمة تملأ الجند في الذود عن حياض الوطن. عيون تبرق بالعزة، وجباه خرت لله ساجدة، بينما تحميها أيادي الزملاء. الذود عن الوطن وحده كاف لهؤلاء الأبطال أن يبقوا شامخين، كيف وهم في رمضان صائمون. أمس كانت الجزيرة بينهم في جازان، حيث زارت رجال حرس الحدود بمركز الصيابهة التابع لقطاع حرس الحدود بالعارضة لمشاركتهم الإفطار الرمضاني. رغم وعورة الجبال الشاهقة واختلاف تضاريس المنطقة شاهدت الروح العالية والمعنويات المرتفعة لدى الأفراد وشجاعتهم في الذود عن أرض هذا البلد، بل وينتظرون الشهادة وهم صائمون.. تحدث للجزيرة الجندي أول إبراهيم الصبيحي قائلاً: نحن فخورون بما نقدمه ومستعدون لمواجهة العدو ولن نسمح لهم بتدنيس أرضنا. كما تحدث وكيل الرقيب حسن حمزي لا نهاب الموت في الدفاع عن حدودنا ومقدساتنا فنحن عاهدنا الله وعاهدنا مليكنا سلمان أننا لن نتنازل عن شبرا من أرضنا ونحن لهم بالمرصاد وسوف نصوم الست ولن نتخاذل عن أداء واجبنا تجاه أرضنا. وفي موقع آخر، انتقلت عدسة الجزيرة لتلقط أحد الضباط وهو يقدم التمر والماء لزملائه الأفراد المتمركزين على الحدود في لقطة إنسانية رائعة قدمها النقيب ماجد الحارثي، ومن موقع آخر قام النقيب فهد الفيفي بتغطية موقع أحد الأفراد ليذهب ليؤدي صلاته ريثما يعود ما أجمله التعاون في حماية بلادنا. ومن جهة أخرى، أوضح قائد حرس الحدود بمنطقة جازان اللواء محيا العتيبي رغم الظروف الجوية والصيام إلا أن جميع رجال حرس الحدود نذروا أنفسهم لحماية حدود الوطن من المتربصين، مبيناً أن الشريط الحدودي بمنطقة جازان مؤمّن بكل القوات والمعدات؛ لدحر أي عدو يتربص بأمن واستقرار المملكة، مشدداً على أن رجال حرس الحدود ينتشرون على طول الخطوط البرية والبحرية والساحلية بمنطقة جازان؛ لردع أي عدو من الحوثين، وأشار العتيبي إلى أن حدود المملكة مؤمّنة، وأن أفراد الحرس على أهبة الاستعداد، سواءً من الناحية البشرية أو الآلية، إضافة إلى الكاميرات الحرارية التي تعمل كل ساعة، ومنها الثابت والمتحرك، ومنها ذات الأبعاد القريبة وبعيدة المدى، مشيراً إلى أنه منذ انطلاق «عاصفة الحزم» تقلّص عدد مجهولي الهوية. ومن ناحية أمن وسلامة سُكّان الشريط الحدودي قال: «الحرم الحدودي الفاصل بين المملكة العربية السعودية ودولة اليمن الشقيقة خالٍ من السكان تماماً، والوضع على الشريط الحدودي وفي القرى الحدودية هادئ يعمّه الأمن والأمان، ولا مشكلات»، ونجحنا في تأمين الحرم الحدودي؛ حيث كان الهدف من إزالة المباني بالقرى الحدودية خصوصاً قطاع الحرث، هو أنها تشكل عائقاً من ناحية المتابعة الأمنية على الشريط الحدودي، وتعتبر ملاذاً آمناً للمهربين والمتسللين ومتجاوزي الشريط الحدودي، والعمل على إزالتها تم بشكل متتابع وفق ترتيبات الجهات المعنية.