لقد خاض الحوثيون عدة حروب ضد جيش الدولة اليمنية عندما كان علي عبدالله صالح رئيساً لليمن، وكانت تلك الحروب بمثابة صراع على السلطة بين ضابط وصل إلى سدة الحكم في أعقاب عدة انقلابات عسكرية، وبين زعماء قبليين استخدموا بعض العقائد المذهبية في سعيهم إلى بسط سلطتهم على ما أمكن من مناطق اليمن مستمدين شرعيتهم كأئمة؛ مما أقحمه التشييع من مفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان تعلق بحق أمثالهم في قيادة المسلمين. وعندما اشتد ضغط الثورة الشعبية في اليمن التي ساندها في مرحلة لاحقة قادة بعض القطعات العسكرية اضطر علي عبدالله صالح للقبول بالمبادرة الخليجية التي أزاحته جزئياً عن السلطة مع إسباغ حصانة عليه وعلى أفراد أسرته الذين كانوا قد استأثروا لأنفسهم بأهم المناصب العسكرية والمدنية في اليمن، ونهبوا ما كل طالته أيديهم منه على امتداد عشرات السنين، بيد أنه بدا واضحاً أن كلاً من علي عبدالله صالح والحوثيين لم يجدوا غضاضة قط في التحالف معاً رغم كل الحروب التي خاضوها فيما مضى ضد بعضهم عندما لاح لهم أن مثل هذا التحالف كفيل بأن يمكنهما من انتزاع وتقاسم السلطة وطمس كافة الأهداف التي ثار من أجل تحقيقها شعب اليمن. والآن بعد مضي قرابة الثلاثة أشهر على بدء عاصفة الحزم لا بد وأن الحوثيين وصالح ومن ورائهم الفرس الصفويين قد أدركوا وفهموا أن الشعب السعودي وشعوب دول الخليج العربية لن تكون بمثابة لقمة سائغة لهم كما خيل إليهم؛ لأن جل شبان وشيوخ الشعب السعودي مستعدون لحمل السلاح والذهاب بالملايين إلى جبهات القتال من أجل الدفاع عن الوطن، ولأن الشعب السعودي متوحد في فهمه وإدراكه بأن هذه المعركة هي معركة وجود ومصير. أما الفرقعات الإعلامية هنا وهناك التي يحاول الأعداء من خلالها التغطية على هزيمتهم الماثلة للعيان بعد أن فوجئوا هم وأعوانهم الفرس الصفويون بما جوبهوا به من شجاعة ومستوى عال في التدريب والتنفيذ القتالي، ومن ثبات في الجبهات ناهيك عن الضربات الجوية المدمرة فلا طائل منها ولن تخرجهم من الورطة التي أدخلوا أنفسهم فيها. ومن يقرأ التاريخ لا بد وأن يتضح له أنه ما اعتمد أحد من العرب على مناصرة الفرس له قط إلا وسرعان ما تبين له أنهم لا يرومون في نهاية المطاف إلا تحقيق مصالحهم وغاياتهم المتمثلة في إضعاف العرب بغية جعلهم تابعين لهم ومؤتمرين بأمرهم، وخير شاهد على صحة ما نقل هو وضع العراق اليوم. بيد أن الأمل سيبقى كبيراً في تنامي وعي شعوبنا العربية، وفي حرص تلك الشعوب على الإمساك بزمام أمورها بيدها وعدم الانقياد والانجرار وراء المتآمرين على حاضرها ومستقبلها من الشعوبيين والصفويين وأصحاب العمائم المزيفة.