لاريب أن عاصفة الحزم المباركة قد أثلجت صدور غالبية العرب والمسلمين وبعثت في نفوس أبناء شعبنا السعودي روح الطمأنينة والاعتزاز بعد ما كان يعشش في صدورنا خليط من مشاعر الإحباط والخوف من المستقبل إزاء ما يجري من حولنا منذ سنين طويلة من مؤامرات وأحداث قد تهدد أمننا وسلامتنا، ولاسيما على ضوء ما نراه ونلمسه من تمدد مطرد للنفوذ الفارسي الصفوي داخل منطقتنا العربية وتمكن طهران من بسط سيطرتها السافرة على عدة عواصم عربية. ولكن لله درك يا سلمان على ما أبديته من حزم وحنكة ورجولة.. فما أن استقرت مقاليد الأمور بيدك حتى وجهت لهم ضربة قاصمة يصح أن نسميها ضربة معلم.. ولسوف يسجل التاريخ أن هذه الضربة الموفقة بعون الله ستمثل منعطفاً تاريخياً في حياة أمتنا العربية لأنها وإن لن تضع حداً نهائياً لنفوذ وهيمنة الفرس فإنها ستكون بمثابة بداية الطرق الذي سيفضي بنا بمشيئة الله إلى إنهاء ذلك النفوذ وإلى تقهقر أطماعهم في أرضنا وثرواتنا وإلى بعثرة أحلامهم في بعث وإحياء أمجاد الإمبراطورية الفارسية البالية التي قدر الله للفتح العربي الإسلامي أن ينتصر عليها ويقوض أركانها. ولعل في ذلك الخير كل الخير للشعوب القاطنة داخل الدولة الإيرانية التي ما انفكت تعاني أشد المعاناة وتدفع أثماناً باهظة جراء ابتلاء الولي الفقيه ورجالاته وملاليه بنزعة توسعية عدوانية إزاء الجوار العربي تجلت في سعيهم الحثيث لتصدير ثورتهم الخمينية وإثارة الفتن والقلاقل في البلدان العربية المستهدفة من قبلهم ومحاولاتهم الرامية إلى إذكاء النعرات الطائفية لدى المواطنين العرب ضد بعضهم البعض، بل وصل بهم الأمر إلى التدخل السافر بالمال والعتاد والرجال وإلى التباهي مؤخراً علنا وعلى رؤوس الأشهاد بما تحقق لهم من سيطرة على بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. بفضل عاصفة الحزم بات على ملالي إيران أن يعيدوا قراءة تاريخهم مع العرب والإسلام لعلهم يتعظون ويثوبون إلى رشدهم، ومعركة ذي قار الشهيرة ومعركة القادسية (عمر بن الخطاب) خير دليل على انتصارات العرب والمسلمين على الفرس ومهما علوا وتغطسروا وتكبروا وتبختروا فإن العرب سوف يهزمونهم لا محالة وإن عاصفة الحزم سوف تضاف إلى المعارك التاريخية مع الفرس بمشيئة الله وتوفيقه. وما نسمع هذه الأيام من وسائل الإعلام عن مشروع روسي لهدنة إنسانية ما هي إلا خدعة وأحاييل الفرس لإعطاء الحوثيين متنفساً ووقتاً لجمع قواهم وتسليحهم من جديد لمحاولة إجهاض عاصفة الحزم المباركة، وتعني أيضاً إعادة فتح الأجواء اليمنية ورفع الحصار البحري لتقوم روسيا والفرس بتسليحهم وإرسال الخبراء ليعيد الوضع إلى المربع الأول ولكن قيادات التحالف يدركون هذه الخدع الفارسية وسوف تستمر بمشيئة الله عاصفة الحزم إلى أن تحقق أهدافها. وبات على طابورهم الخامس وخلاياهم النائمة داخل مجتمعاتنا العربية أن يأخذوا الدرس والعبرة مما آلت إليه الأمور في اليمن فيعودوا عن غيهم وضلالهم ويعتصموا بعروبتهم وإسلامهم اللذين يمثلان حاضنتهم الاجتماعية الحقيقية والصحيحة. فلكي يكونوا مواطنين صالحين لابد لهم من التبرؤ من عقيدة الولاء للفرس والتوقف عن الانجرار وراء أكاذيب ملاليهم ووعودهم الجوفاء. وليس ما نشهده حالياً من ارتفاع ملحوظ في معنويات الشعوب العربية والإسلامية سوى خير دليل على أن جزيرة العرب التي خرج منها الفاتحون المظفرون العظماء في صدر الإسلام لن تخلو من أمهات ينجبن أبطالاً كخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يغيرون مسيرة التاريخ ويقيلون عثران الأمة وينهضون بها من كبوتها ويعوضونها عم أحل بها من نكسات ويقودنها إلى النصر المؤزر بعون الله.