في الوقت الذي شن فيه تنظيم داعش هجوما مباغتا أمس، على مدينة كوباني الكردية في شمال سورية، وتمكن من دخولها مجددا بعد الهزيمة التي كان مني فيها قبل أشهر، وانتزع في هجوم آخر من قوات النظام مناطق في مدينة الحسكة، شيعت أمس في طهران جثامين ثلاثة إيرانيين قتلوا في معارك ضد التنظيم ، ليضافوا إلى عشرات الإيرانيين ممن لقوا حتفهم في سورية، بينما شن مقاتلو المعارضة أمس، هجوما واسعا على مدينة درعا التي شهدت انطلاق أول شرارة الثورة ضد نظام بشار الأسد عام 2011، وذلك في محاولة لتحريرها بشكل كامل وطرد قوات النظام منها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس في مدينة درعا بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وأكثر من 51 فصيلاً مقاتلاً، بعد هجوم من هذه الفصائل على مواقع لقوات النظام بهدف السيطرة على المدينة بالكامل"، لافتا إلى مقتل ستة مدنيين إثر الاشتباكات. وكانت الجبهة الجنوبية والتي تضم عددا من فصائل المعارضة، تمكنت في أواخر مارس الماضي، من السيطرة على حوالي 70 % من محافظة درعا وعلى الجزء الأكبر من مدينة درعا، وأوضح ضياء الحريري مدير المكتب الإعلامي للفيلق الأول، أحد أبرز مكونات الجبهة الجنوبية، أن الهجوم بدأ أمس في إطار ما سمي معركة "عاصفة الجنوب"، ويهدف إلى "تحرير درعا، مركز المحافظة". وعلى صعيد المواجهات في مدينة عين العرب "كوباني" الحدودية مع تركيا، أفاد المرصد السوري بأن تنظيم داعش بدأ فجر أمس هجوما مفاجئا على مدينة كوباني، وتمكن من دخولها مجددا، وذلك بعدما تمكنت القوات الكردية بدعم التحالف الدولي من طرد عناصر التنظيم من المدينة في يناير الماضي. وأفاد المرصد بأن تنظيم داعش نفذ فجر أمس، تفجيرا انتحاريا بسيارة مفخخة عند منطقة المعبر التي تربط عين العرب بتركيا، مضيفا "اندلعت على الأثر اشتباكات عنيفة في وسط المدينة حيث شوهدت جثث في الشوارع"، مشيرا إلى أن التنظيم أقدم في وقت لاحق على تنفيذ تفجيرين انتحاريين آخرين بسيارتين مفخختين في منطقة معبر مرشد بينار الحدودية. وأفاد المرصد عن سقوط 12 قتيلا بين مدنيين ومقاتلين أكراد في كوباني، إضافة إلى مقتل ثمانية عناصر من تنظيم داعش في المعارك مع وحدات حماية الشعب الكردية، لافتا إلى أن التنظيم أعدم بالرصاص 23 شخصا على الأقل في بلدة برخ بوطان الكردية القريبة من كوباني. وفي شمال شرق البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم داعش في جنوب مدينة الحسكة بعد أن تمكن التنظيم من دخول حيين في المدينة إثر هجوم شنه صباح أمس. وقال المرصد إن التنظيم سيطر "على حيي النشوة والشريعة وصولاً إلى شارع المدينة الرياضية في جنوب وجنوب غرب مدينة الحسكة، وأسفرت الاشتباكات حتى الآن عن مقتل 30 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و20 عنصرا من التنظيم". إلى ذلك، أفاد مصدر حكومي أردني بأن قذيفة قادمة من سورية سقطت في مدينة الرمثا شمال الأردن ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة أربعة آخرين.