تواصلاً مع يُنشر بهذه الجريدة عن أولئك الأشخاص الذين تقاعدوا من أعمالهم سواء كان ذلك بقوة النظام أو تقاعداً مبكراً وتركوا أثراً طيباً في نفوس المواطنين نظراً لكريم أخلاقهم وطيب معاملتهم ومساعدتهم لأصحاب الحاجات.. ومن ضمن هؤلاء الأشخاص ممن تقاعد برغبته واختياره ولأسباب تخصّه وهو أدرى بنفسه وبمصلحته الأستاذ سعود بن عبدالعزيز المنيع أحد منسوبي محافظة الزلفي، وقد عمل في عدة أقسام بالمحافظة وكان آخرها وكيلاً مكلّفاً للمحافظة وقد أبدع وتميز وأجاد في كل عمل تولاه وبشهادة الجميع، أما أنا فشهادتي فيه مجروحة، حيث تربطني به صداقة منذ أكثر من ثلاثين عاماً كانت كافية لسبر غور هذا الرجل ومعرفته عن قرب. كان خبر تقاعده مفاجئاً للجميع ولذلك اشتعل التويتر ووسائل التواصل الاجتماعي لعدة أيام ومن كافة أطياف المجتمع من داخل المحافظة وخارجها؛ متأسفين لهذا الخبر، داعين له بالتوفيق في عمريته الجديدة معددين مناقبه وسجايا وما يتحلَّى به من طيب المعشر ورحابة الصدر وسعة الأفق. اجتمعت فيه صفات القيادي الناجح والإداري الحازم، قوياً بالنظام مرناً بما لا يخالف التعليمات نال محبة الناس واحترامهم وأجمعوا على أنه أدى دوره بكل اقتدار وكانت له مواقف يشهد بها الجميع. كريم اليد كريم الأخلاق قمة في التعامل لا يقر الخطأ ويقبل الاعتذار كان نموذجاً في إدارته محاوراً بكل أدب للصغير قبل الكبير يقف مع صاحب الحاجة ويدله على أيسر الطرق التي تكفل له حقه، تميز بالخلق الرفيع والابتسامة الواضح على محيَّاه كل هذا زرع الحب والتقدير في قلوب زملاء ومواطني محافظته. الثناء والمديح له لم يقتصر على أهالي المحافظة، بل تعدى ذلك، وحسب علمي أن كل مسؤول زار المحافظة وقابله وتحاور معه نال إعجابه وأثنى على ما يتمتع به من قدرات إدارية ومهارات في أدب الحوار وفن التعامل. تقاعد عن العمل ورحل بكل هدوء مخلّفاً أثراً طيباً في نفوس المواطنين، وهذه حال الدنيا يرحل الإنسان وتبقى أعماله ومواقفه.