فاصلة: (الحب يتحدث حتى بشفتين مقفلتين) -حكمة عالمية- نردد عبارة «في داخل كل منا طفل صغير» لكننا غالبا ننشغل حتى عن الحديث معه. الطفل الصغير بداخلنا يطل برأسه مشاغباً، فرحاً، حزيناً لكننا للأسف لا نعير مشاعره الاهتمام. الطفل الذي بداخلنا هو أرشيفنا الحقيقي لذكريات ومواقف سجلها العقل الباطن وبقيت تؤثر على أفكارنا وسلوكياتنا، الطفل الذي بداخلنا هو طفولتنا بكل مافيها من أحداث ولذلك من المهم أن نعتني بهذا الطفل وفي البداية نمنحه الأمان. لماذا الأمان؟.. لأننا للأسف بشكل أو بآخر تعرضنا إلى مشاعر الخوف من الأهل أو المدرسة أو الأصدقاء. سألتني إحىد بناتي وعمرها 23 عاماً «أنا أنظر للمرآة وأحادث نفسي بحب، وصديقاتي يسخرن مني هل ما أفعله طبيعي؟».. قلت لها: الذي لديه تراكمات مشاعر سلبية لا يستطيع يا صديقتي أن ينظر إلى المرآة ويحدث نفسه بحب. «لويزا هاي» مؤلفة كتاب «اشف ذاتك» التي مازالت وهي في نهاية عقدها الثامن تقدم للناس وصفات لتقدير الذات لديها تمرين جميل في النظر إلى المرآة والحديث إليها وترديد عبارة أنا أتغير. أؤمن تماماً بأهمية الصوت الداخلي أو ما يسميه البعض «الهواجيس» لأنها بالفعل قوة محركة لصناعتك لحياتك. ولذلك كان من مهمة التأمل إصمات الأفكار لترتاح من ازدحامها في رأسك. أقابل البعض الذين يشعرون بالتشويش تجاه تحقيقهم لأهدافهم وتضارب مشاعرهم بين الإحباط والسخط والغضب، والحل في غاية البساطة.. في التأمل وإن لم تعرفه فقط استمع إلى قراءة آيات من القرآن الكريم بشرط أن تركز في الكلمات. هنا ستشعر بالراحة والقدرة على الحديث مع الطفل في داخلك. إهمالنا للطفل الذي بداخلنا جعلنا نركض بلهاث في الحياة نقدم للآخرين ما يريدون بينما نتجاهل حتى أنين الطفل الصغير المتعب في داخلنا. ولذلك نشعر بالتعب. الطفل الصغير بحاجة إلى الحب والأمان، بحاجتنا مهما بلغنا من العمر.