محبّة الخير، والعناية به من أهمّ مميّزات الإنسان في هذه الحياة. ومن صفات المؤمن أن يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه. وما أروع النفس المسكونة بالحبّ والبرّ والإيثار، والوفاء. وما أجمل المشاعر المجبولة على الإحساس بمعاناة الآخرين، المبادرة إلى تلبية حاجاتهم، ومطالبهم. وعاشق الخير والبرّ والإحسان: سلمان بن عبدالعزيز جُبلتْ نفسه على البرّ والإحسان، والمبادرة إلى فعل الخير، وصلة الخير أبداً. ينام على هواجس الخير، ويستيقظ وفي ذاكرته، وفكره وأعماقه تلهّف إلى المبادرة متطوّعاً إلى غرس شتائل الخير في بيادر شتّى. الشجرة الطيبة المباركة تؤتي أكلها بإذن رَبِّهَا، وتتوزّع ثمارها الخيريّة في كل مكان. منذ انبثاق فجره، وتفتّح أزهاره الربيعية، ومنذ ريعان شبابه اعتاد إنسانُ البرّ سلمان على البرّ والإحسان والخير، والفضيلة. مع تنفّس صباح كل يوم ينطلق رجل الخير سلمان بن عبدالعزيز متجلّياً، مؤسّساً، ومفتتحاً، وغارساً، ومعبّراً فعّالاً في أسرته ومجتمعه، وأمته. - رائدٌ، ومبتكر، ومؤسّس لكيان العمل الخيريّ الإنسانيّ المتوزّعة سنابله على كلّ الأرجاء. نماذج من البذل والإحسان، والعطاء غرسها سلمان الإنسان في كلّ بيدر، وميدان. تحتفظ ذاكرة المواطن والوطن، والإنسانية بأشتات نبيلة تعبّر عن القدوة الرائعة، والنموذج التطوّعي البليغ المعبّر عن الإيثار والوفاء والإحسان. قاد الملك سلمان قوافل الخير والبرّ والإحسان، ودعم فعالياتها، وأسهم في تأسيسها، وانطلاقة أعمالها ورعايتها منذ ما يزيد عن ستين سنة، وما تزال مؤسساتها، وذاكرتها شاهدةً: - جمعيات تحفيظ القرآن. -جمعيات البرّ الخيرية. - جمعية رعاية المعوّقين. -جمعيّة رعاية الأيتام. - جمعية أصدقاء المرضى. - لجان جمع التبرعات للجزائر، وفلسطين، وأفغانستان، والبوسنة والهرسك. - الإسكان الخيري. معظم جهوده ودعمه، ورعايته تدخل في نسيج العمل الخيريّ الدؤوب الذي يحرص على متابعته بنفسه، وصلته واتصاله، ووقوفه بنفسه. إنسان اعتاد على العمل منذ البكور المبارك الذي يستثمره كلّ يوم بدافع من إحساسه العميق وشعوره المتجلّي بالأمانة والمسئولية الملقاة على عاتقه، وتوتّره الإيجابي الفعّال، المتجدّد مع توقّد فكره، وطموحه، ومدى عشقه للوفاء، والإحسان. وعبر منظومة الصِّلة والإحسان تحتفظ الذاكرة بما اعتادت عليه شخصية سلمان - الوفاء من توثيق وشائج الروابط الأسرية، والاجتماعية من زيارة المرضى، ومتابعة حالات علاجهم، ومشاركة المواطنين أفراحهم، ومواساتهم في أحزانهم، والمبادرة إلى معالجة معاناتهم، والسؤال بإلحاح لرفع الضرر، وتضميد الجراح، وزرع الطمأنينة في النفوس. حضورٌ أثيرٌ في الكيان الاجتماعي، والإنساني يفرض التقدير والاحترام، ويستقطب الدعاء. من عشرة العمر، والبنوّة والتلمذة على يدي سلمان بن عبدالعزيز منذ طفولتي بالمربّع على مدى أكثر من خمسين سنة حتى الآن لم أعرف أنّ مشروعاً خيريّاً إنسانياّ عُرض عليه، إلاّ وباركه ودعمه، أو تبنّاه وغرس شتلاته ورعاه. والحمد لله فقد وفّقه الله، وتحققت معظم طموحاته وآماله الإنسانية، وبارك الله في جهوده. أبتهل إلى الله أن يبارك في عمره وعمله حتى تتحقق على يديه ما يطمح ويأمل ويتمنّى لأبنائه وشعبه، وأمته- رعاه الله.