اطلعت على مقال الأستاذة فوزية الجار الله والمنشور في صحيفة الجزيرة الغراء بالعدد (15553) وتاريخ 29 إبريل 2015م والذي حمل عنوان: (على خطى العرب) وأود التعليق عليه البرنامج مميز بلا شك في موضوعه، ينقل المشاهد إلى تلك الأماكن التي وردت في أشعار العرب القديمة، خاصة الشعر الجاهلي، «على خطى العرب» التفاتة مهمة للثقافة العربية، وإنتاج يحتاجه المشاهد العربي ليعيد لملمة المتناثر من الأمكنة في بلاغة العرب وشعرهم، وفي ظل المستهلك من برامج الغناء والطبخ أو الشعر النبطي وغيرها، فيكون لهذا البرنامج ضرروته وأهمية دعمه لكي يسهم برد الاعتبار للشعر العربي الأصيل والفصيح وللمكان العربي وللغة العربية التي تحتاج منا الحماية. وخير ممثل له هو «امرؤ القيس» أول من أوقف واستوقف وبكى واستبكى، ليستمر البرنامج في النجاح يحتاج إلى ما هو أكثر من الوقوف العابر، لذلك أقترح على القائمين عليه محاولة ضخ المزيد من الحياة في شريان المكان، من خلال استخدام التقنيات الحديثة، مع استحضار كل «الإكسسوارات» التي تقرب الصورة إلى ذهن المشاهد، فالتلفزيون هو ملك لعامة الناس، الذين يحتاجون إلى محفزات أكبر للخيال، وتقريب الصورة المندثرة بقدر من الوسائل البصرية. يحتاج البرنامج إلى دعم ما يقدمه الدكتور اليحيى من خلال شخصيته، والملحقات التي يستخدمها، واختياراته للملابس، وطريقة إلقائه، بصناعة تلفزيونية كاملة. الإنتاج الوثائقي يحظى بكثير من التقدير في العالم، وهو يكلف وقتاً ومالاً وجهداً، و»العربية» قدمت من خلال هذا البرنامج رسالة بأن الأعمال الوثائقية يمكن أن تكون مشاهدة، ومطلوبة من قبل المشاهد العربي إذا كانت تملك عناصر التشويق اللازمة. ولا شك أن هناك خطى كثيرة في جزيرة العرب الثرية بتاريخها، تحتاج إلى إنتاج برامج عنها.