تعيش الكثير من الأسر السورية الفارة من الحرب الدائرة في دولة اليمن مصيراً غير واضح، وذلك بعد وصولهم منفذ الطوال السعودي؛ إذ واجهوا العديد من المواقف الصعبة، وذلك في ظل عدم وجود أي جهود لسفارتهم في صنعاء؛ فكانت عملية إجلائهم بمجهودات شخصية، وتنقلهم إلى الأراضي السعودية على مجموعات.. وقد واجهوا خلال ذلك المخاطر والخوف، وتعرضوا في طريقهم إلى العديد من النقاط التي استغلتهم، واستولت على ما بحوزتهم. «الجزيرة» التقت العديد الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم وتصوريهم بهدف عدم أذيتهم أو أسرهم من قبل النظام السوري الذين هربوا من نار حربهم. وقالت عائلة سورية، فضلت عدم ذكر اسمها: خرجنا من نار الحرب في بلدنا سوريا، واتجهنا إلى اليمن، وبعد اندلاع الحرب في اليمن لم نهنأ بالعيش هناك، ومع خروج العديد من رعايا الدول باليمن قررنا نحن الخروج، ولعدم وجود سفارة لنا في اليمن تنظم لنا عملية الإجلاء، وبعد معاناة وخوف وتعرُّض للمخاطر في طريق وصولنا إلى المنفذ السعودي، وجدنا أن وضعنا مجهول، ولا نعلم ماذا سوف يُعمَل لنا، وما هي وجهتنا القادمة؛ فالحرب في بلادنا ما زالت دائرة. وعلّق آخر: لم تقصر الحكومة السعودية؛ فمنذ وصولنا وجميع احتياجاتنا يتم توفيرها، ونحن هنا في أمان، وكل ما نتمناه أن تتبنى الحكومة السعودية مشكلتنا التي نعيشها الآن؛ فقد تعبنا من حالة الخوف والهلع. وعبّرت عائلة أخرى قائلة: كلنا أمل من الجهات العليا في السعودية بتحل قضيتنا؛ فعددنا لا يتجاوز 300، وذلك بإيوائنا حتى يجدوا لنا حلاً نهائياً؛ فنحن نعيش حالة نفسية سيئة، ويوجد بيننا كبار في السن ونساء وأطفال ومرضى.. وقد تخلت عنا دولتنا، وليس لدينا أحد يحن علينا غير المملكة التي عُرف عنها نصرة المستضعفين. وأوضح مندوب وزارة المالية في منفذ الطوال أحمد الحارثي أن وزارة المالية، ممثلة في فرع محافظة صامطة، قدمت خدمات للرعايا الذين تم إسكانهم، وكذلك وجبات يومية (إفطار وغداء وعشاء)، إضافة إلى المشروبات والمياه وحليب الأطفال، وقد وزعت ما يقارب 4000 وجبة يومياً منذ بداية الأحداث، وما زال العمل على مدار ال24 ساعة بالتناوب.. وقد تم علاج حالات من الرعايا وبعض كبار السن. وأوضح ل(الجزيرة) الرائد حسن صميلي مدير منفذ الطوال أن الإجراءات والترتيبات سوف تُتخذ حيال الرعايا السوريين القادمين من اليمن في ظل ما تعيشه بلادهم من أوضاع مأساوية؛ إذ يتم استقبالهم وتسهيل إجراءاتهم، وبعض الرعايا تم كفالتهم عن طريق أقاربهم المقيمين داخل المملكة لضمان مرورهم من المملكة خلال عشرة أيام إلى الدول المقصد لهم، وبعض الرعايا لم يحصلوا على كفالات فتم تسهيل دخولهم عبر التنسيق مع الشرطة وفرع وزارة المالية بترتيب معين، ويتم استضافتهم حتى تترتب مغادرتهم. وأكد الصميلي عدم وجود مخيم إيواء للرعايا، وإنما يتم استضافتهم حتى تترتب مغادرتهم. كما بين الصميلي أن بقاء الرعايا على كفالة أحد الأشخاص أكثر من عشرة ؟؟؟ يوجب العقوبات المعمول بها، سواء على الضامن أو الشخص القادم من اليمن. وأشار الرائد صميلي إلى استقبال أكثر من 25 ألفاً من الرعايا القادمين من اليمن، ووجود بعض المصابين في بداية دخول الرعايا، ولكن لم نرَ أي مصابين منذ خمسة عشر يوماً، وكان عدد المصابين أربعة من الجنسية السورية. واشتكى بعض الرعايا من المليشيات التي تقوم بعمل نقاط لتفتيشهم واعتراضهم، سواء على الطريق الدولي من صنعاء للمملكة أو ما بين مدن أخرى كتعز وعدن وصنعاء. وعن خروج عدد من المواطنين إلى اليمن أكد الصميلي أن الأعداد قليلة جداً عن السابق، وأغلب المغادرين لإحضار أسرهم أو إجلائهم، كما أنه لا صحة لوجود إقرار على المواطن في حالة خروجه لليمن بإخلاء مسؤولية الجوازات بل يتم إعطاؤهم بعض التوجيهات بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن الأماكن المشبوهة.