في (لقاء الرياضة في التعليم) الذي طرح مستقبل الرياضة المدرسية للنقاش بين وزارة التعليم وبين رعاية الشباب لم أكن اود ان انظر لهذا اللقاء على أنه شراكة بين الوزارة والرعاية، ربما تجنباً لنتائج المثل الشعبي (قدر الشراكة ما يفوح) وقناعتي بأن الشراكة مع رعاية الشباب ستحد من سرعة انطلاقة خطوات تطوير الرياضة المدرسية، وبالتالي فهي لن تواكب حرص وعزم وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل على إحداث تطوير عملي وسريع يسابق الزمن ويختصر المسافات، خاصة وأن رعاية الشباب ومن خلال الاتحادات الرياضية لا تزال غير قادرة على تطوير مخرجات الرياضة السعودية بدليل نتائج منتخباتنا في الألعاب الجماعية! لهذا أرى أن (لقاء الرياضة في التعليم) هو الى تكامل الأدوار أقرب منه الى الشراكة بمعنى أن تتولى وزارة التعليم صناعة الرياضة المدرسية فيما تتولى رعاية الشباب تقديمها للجمهور والإعلام ومن ثم استثمارها بما يدعم الرياضة السعودية. وصناعة الرياضة المدرسية تحتاج أولاً الى تحديد أهدافها ( تقديم نجوم ومواهب رياضية ، محاربة السمنة بين الطلاب ، الصحة واللياقة البدنية) وهذا يستلزم فرض الرياضة على الطلاب وتحفيزهم لممارستها حتى بمنح درجات اضافية للطالب الممارس للرياضة وفي ذات الوقت مراقبة ( مقصف ) المدرسة وما يباع فيه من مأكولات غير صحية تؤدي لمزيد من السمنة ! أيضاً اعادة النظر في الملاعب والصالات الرياضية المدرسية وتجهيزاتها وكذلك الحرص على تأهيل معلم التربية البدنية وزيادة حصص المادة أو دمجها بما يتيح مزيداً من الوقت للطالب ليقدم إمكاناته ويكشف عن موهبته والاهتمام بالمادة نفسها فهي في كثير من مدارسنا مادة ( فراغ ) وممارسة الرياضة فيها اختياري والرياضة هنا تعني كرة قدم ! أما في جانب تقديم الرياضة المدرسية فيكون بالتعاون مع الاتحادات الرياضية في تنظيم المسابقات المدرسية والجامعية والتنسيق ما أمكن ذلك لإقامة نهائيات مسابقاتها قبل انطلاقة احدى المباريات الجماهيرية، مثلاً في دوري جميل لكرة القدم وفي بقية الألعاب، وهذا من شأنه أن يوفر حضوراً جماهيرياً وإعلامياً محفزاً للرياضة المدرسية ونجومها. بقيت كلمة لرؤساء الاتحادات الرياضية.. تعاونوا بشكل اكبر واسرع مع وزارة التعليم لإعادة اكتشاف كنوز الرياضة المدرسية فهي رافد مهم للرياضة السعودية وكلمة اخرى للقائمين على الرياضة في المدارس والجامعات.. استثمروا عزم الوزير عزام الذي يدعم رياضتكم بحضوره وتصريحاته وقراراته، وأظن أنه لا عذر لكم اليوم ان لم تستثمروا كل هذا الدعم.