* الموهبة الرياضية: تعرف بأنها الشخصية التي تتوافر فيها صفات وخصائص وسمات ذات أكثر من بعد بدني ورياضي ويتم تحديدها من خلال قياس قدراتها على نحو علمي صحيح وبمزيد من الرعاية والاهتمام والتدريب يتم صقلها وتطويرها. * إعداد وبرامج اكتشاف المواهب تحديدا تحت 12 سنة في كثير من دول العالم يتم عن طريق المدارس بالتعاون مع أصحاب العلاقة من المؤسسات والهيئات الرياضية من خلال المختصين تحديدا الكشافين من المدربين والخبراء. * يشير البروفيسور اوين كال إلى أن الموهبة الرياضية اكتشافها منذ وقت مبكر من خلال المدرسة وهي الخاصة لإنمائها والعناية بها ولكن هذه المدارس يجب أن يفسح فيها وقت ممارسة النشاط البدني بوقت أطول عن التقليدي بما لا يتعارض مع التحصيل العلمي ولأهمية ذلك فقد دخلت العديد من المؤسسات والهيئات المستقلة والأندية الرياضية في مجال الاستثمار بهذه المواهب. * سأتناول تجربتين لإنجلترا والولاياتالمتحدةالأمريكية في استثمار المدارس لاكتشاف المواهب الرياضية. * تجربة انجلترا: الرياضة لديهم تحتل مكانة كبيرة في الإطار التطويري لمنظومة التعليم المعتمدة، فبعد استضافتهم للألعاب الأولمبية 2012م، دخلت كبار أنديتهم وفِي مقدمتها مانشستر يونايتد وتشيلسي وليفربول وغيرها، المنافسة على استقطاب المواهب الرياضية من خلال المدارس، وعملوا على تشكيل لجان مختصة مهمتها آلية انتقال المواهب بعد اكتشافها، نقلها بمراكز وأماكن خاصة لصقل المواهب سواء من خلال الهيئات الرياضية او الاتحادات الرياضية مما أثمر ظهور العديد من المواهب الرياضية. * تم وضع استراتيجية لتقوية الربط بين المدارس والمؤسسات الرياضية لجميع الألعاب، فقد أطلقتها حكومة ديفيد كاميرون من 2012م - 2018م، بحيث تم ربط جل مدارس التعليم الإعدادي والثانوي بالأندية والمؤسسات الرياضية واستثمار أكثر من 450 مليون جنيه استرليني وذلك للارتقاء بمستوى الرياضة المدرسية، التي من خلالها يتم اكتشاف المواهب الرياضية ورعايتها ووضع المؤشرات لقياس التقدم والتطور. * تمت إقامة شراكات رياضية بين المدارس والمجتمع المحلي بما فيه من اتحادات وأندية رياضية ومؤسسات وهيئات رياضية ذات علاقة. * تنظيم برامج (خاصّة) لزيادة المشاركة الرياضية من جانب الفتيات والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة. * رفع مستوى التدريس في الرياضة المدرسية، وذلك من خلال إقامة الدورات التدريبية المناسبة لمعلمي التربية الرياضية ويتم من خلالها اكتشاف الموهوبين من المعلمين وتقديمهم كمدربين لديهم القدرة على اكتشاف المواهب ورعايتها. * وبحسب جوستين ديفيز أحد كبار خبراء الرياضة ومكتشف المواهب لنادي مانشيستر يونايتد، الذي يعزز توجه الدولة والمجتمع المحلي لرعايتها للرياضيين من خلال المدارس مؤشر قوي على أن المستقبل المنظور سوف يشهد ظهور وبروز مزيد من المواهب الرياضية وليس في مجال كرة القدم، بل في غيره من الالعاب الفردية والجماعية الأخرى. * التجربة الأمريكية: في جل الولاياتالأمريكية ينظرون إلى الرياضة المدرسية ليست فقط اعتبارها وسيلة لتنمية النشء بدنياً وتطوير قدراته رياضياً، إنما وسيلة فاعلة (للحد من السمنة) التي يصفها خبراء الصحة بأنها وباء يدمر الأطفال ويجعلهم أكثر عرضة للأمراض المزمنة. وفِي إطار مساعيها لاكتشاف المواهب الرياضية، وضعوا لجانا مختصة معنية بالألعاب وذلك لاستكشاف وانتقاء المواهب من خلال اختبارات وقدرات رياضية. * للحكومة دور في دعم النشء الموهوب بنقل المتميزين الى مدارس رياضية أكثر اختصاصا وامكانات تسهم في بناء اللاعب الأولمبي (صناعة البطل الأولمبي). وتعتبر أحد أهم الأسباب لحصول الولاياتالمتحدةالأمريكية على المراكز الأولى في جل الألعاب الفردية الأولمبية على مستوى العالم. * أما الألعاب الجماعية فتظهر بشكل واضح بمنهجية مسابقات رياضية مدرسية وتحظى بدعم كبير وتهتم وسائل الإعلام بنقلها عبر القنوات التليفزيونية المحلية. وتعتمد مدارس التعليم العام ما يعرف ببرنامج (PE) وهي مدارس خاصة بتكثيف النشاط الرياضي المدرسي للوصول إلى بناء جسدي متكامل للنشء ومن ثم يسهل التمييز بين الموهوبين رياضياً. * باختصار، كثير من التجارب في الدول المتقدمة رياضياً بالألعاب المختلفة بشكل عام أو كرة القدم على وجه الخصوص بدأت من (المدارس).