مرَّت 59 سنة على تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم (تأسس عام 1956م).. وخلال 56 عاماً منها كان الاتحاد مضرب المثل في الاستقرار والثبات والعمل المؤسسي الجاد لخدمة الكرة والأندية السعودية، وانعكس العمل في المكتب على العطاء داخل الميدان، فقد خطت الكرة السعودية خطوات واسعة للأمام وسبقت الجميع، حتى تسيد المنتخب الأول القارة الصفراء وحققت المنتخبات السنية بطولات كتبت بماء الذهب وتوالى تأهل المنتخبات السعودية إلى نهائيات كأس العالم ومسابقات كرة القدم في البطولات الأولمبية، وظلت الأندية السعودية حاضرة بقوة في المنافسات القارية والعربية والإقليمية، ولم يكن الحديث يتوقف عن نجوم الكرة السعودية الحاضرين في كل ميدان والبارزين في كل محفل. لكن الحال ما عادت هي الحال، فقد تغير كل شيء، المنتخبات تخسر تباعاً، والأندية ما عادت قادرة على تحقيق شيء في الميدان الخارجي، وانحصرت المنافسة بينها في الداخل، يتبعها إثارة ممجوجة يقودها إعلاميون دخلوا الساحة من بابها الخلفي بلا خبرة ولا تأهيل، وجاءت بعض البرامج الفضائية (الفارغة) لتقود الحملة وتقدم أسماء لا يتوقع أحد أن تخدم نفسها، فيما هي تحاول أن ننتظر وتتحدث وتقترح، وكل كلامها يوقد نار التعصب، ويؤجج الشارع ويزيد هم الرياضة هماً. اللاعب السعودي لم يعد ذلك النجم الذي يعتد به، وظل عاجزاً عن فعل شيء حقيقي يصنع به الفارق في الميدان، وهكذا وبعد أن كان الآخرون يتمنون لمنتخباتهم وأنديتهم ما نحن فيه، أصبحنا ننظر إليهم وقد سبقونا ونتمنى لمنتخباتنا وأنديتنا أن تصل إلى ما وصلوه!! عودة إلى ما بدأت به في الكلمة الخامسة في هذا المقال وهي الاتحاد السعودي لكرة القدم، الاتحاد المنتخب الذي كنا نمني النفس أن يواصل المسيرة، ويدير عجلة الرياضة ناحية الإنجازات، لكن الأيام تصرمت وبدا لنا بكل وضوح أن الأماني شيء والواقع شيء، وأن التفاؤل وحده لا يكفي، لقد ضن الاتحاد على الكرة بالعمل وهو المسؤول عن شئونها وشجونها، فتراجعت وتراجع في مسابقتنا كل شيء، ولم يعد الدوري السعودي للأسف محط أنظار الناس بعد أن كنا نقول انه الدوري العربي الأقوى، وتراجعت منتخباتنا، وتوالت خيباتها، وفي كل مرة نقول سنعود إلى ما كنا عليه، لكن الواقع أطبق قبضته على كرتنا، وها هي النتائج تغني عن كل قول، وها هو موقع المنتخب السعودي في تصنيف فيفا يكفي عن كل رد!! اتحاد الكرة مسؤول أمام الجميع ومسؤول أمام التاريخ عن ما يحدث للكرة السعودية ومسابقتها.. أليس هو المسؤول عن لجنتي الانضباط والحكام اللتين توالت أخطاؤهما بشكل مريع خلال الموسمين الماضيين، هل تحرك الاتحاد أمام نكبات حكام الكرة في معظم المباريات، ألم يسأل اتحادنا الموقر لجنة الحكام لماذا يحدث هذا؟؟ هل بحث عن مبررات لأخطاء حكام دوليين أضرت بعدالة المنافسة وشرف السباق على نحو غير مسبوق؟؟.. هل اتخذ قرارات تصب في قالب العدالة وأوحى للأندية أنه يعمل من أجلها ومن أجل زيادة التنافس بينها؟؟ هل قال للجنة الحكام يكفي، هل سأل كيف تدار الأمور في اللجنة؟؟ هل فتش عن أي تدخلات خارجية في العمل؟؟ هل اجتمع يوماً من أجل أن يسمع صوت الشارع والإعلام النزيه الذي بح صوته وهو يطالب بالإصلاح قبل أن تقع الفأس على الرأس...؟؟ هل فتح أحمد عيد وأعضاء اتحاده ملفات وعودهم الانتخابية وقرأوا ما فيها وراجعوه وسألوا أنفسهم هل تحقق شيء منها على أرض الواقع بعد أن أمضى الاتحاد أكثر من نصف مدته النظامية؟؟ هاكم بعض وعود عيد أيام الانتخابات: - رفع عدد اللاعبين السعوديين المنتظمين والمسجلين تحت مظلة الاتحاد من 17500 لاعب إلى 50 ألفاً. - الوصول بالمنتخب السعودي غلى مصاف أفضل 40 منتخباً في العالم. - إنشاء أكاديميات وطنية موزعة في جميع مناطق المملكة. - تطوير برامج لتأهيل خبراء وباحثين لاكتشاف المواهب وتبادل الخبرات بين اتحادات الكرة في الدول المتقدمة كروياً. - توفير بيئة رياضية متكاملة لرعاية اللاعبين ابتداءً من السنة الثامنة من العمر. - تأهيل 1000 مدرب سعودي عن طريق ضم الكوادر الوطنية للأجهزة الفنية للمنتخبات. - تطوير كفاءة المدربين السعوديين من خلال تكثيف الدورات التدريبية وورش العمل داخل وخارج المملكة. - ابتعاث عدد من المدربين للعمل والتدريب في الدول المتقدمة للعبة. - الاهتمام بالارتقاء بمستوى الحكم السعودي. والسؤال : بعد عامين ونيف من انتخاب عيد وأعضاء الاتحاد : أي من الوعود تحققت؟ الإجابة تقول لا شيء للأسف!! ويبدو أن لا شيء من الوعود للأسف لم تكف، فها هي مشاكل الاتحاد تلوح في الأفق، وها هو الشارع يتحدث عن موجة استقالات، وهي الأندية تطالب، والجمعية العمومية تتبرم وتحتج وتطالب وتتحدث عن عدد المشاكل، وها هو الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا يرسل وفداً للنظر في الأمر.. وأحداً لا يعلم أي مستقبل ينتظر الاتحاد وينتظر الكرة السعودية التي تعاني وتعاني بشدة على كافة الأصعدة هذه الفترة. يا اتحاد الكرة..يكفي فما عدت قادراً على فعل شيء، ويكفي أنك خسرت ثقة الناس، وهل بعد هذه الخسارة خسارة؟؟ لا أظن ولا أظن غيري يظن أيضاً!! مراحل.. مراحل - الهلال خرج بالتعادل مع فولاذ الإيراني، والنتيجة قد تكون جيدة قياساً على كونها على ملعب الأخير، لكن مستوى الفريق بشكل عام لم يكن كما ينبغي، إن على صعيد الأداء الجماعي أو الأداء الفردي، فلم تكن هناك طريقة لعب واضحة للفريق وظل الاجتهاد سيد الموقف، في حين خذل بعض اللاعبين جماهير الفريق وبالذات سماراس (!!) وعبد العزيز الدوسري وسالم بعد مشاركته!! - سالم غاب عدة أسابيع بسبب الإصابة وعاد للمرة الأولى مع دينيس لكن أداءه السلبي لم يتغير فظهرت الفردية في بعض الكرات وواصل التسديد العشوائي الذي لم يخلق أي خطورة لذا لم يحقق الإضافة التي ينشدها مدربه. - عودة الشمراني للهلال في الدوري الآسيوي إضافة حقيقة للفريق بعد أن أثبت بديله سماراس أنه يمكن أن يكون أي شيء إلا مهاجم حقيقي للفريق. - محاولات التبرير للاعب الغائب لا معنى ولا قيمة لها... (فهذا حسينوه.. وهذي خلاقينه)!! - ما فائدة أن يركض الفريق 90 دقيقة دون أن يملك صانع لعب حقيقي يقدم كرة الهدف أو رأس حربة يعرف طريق المرمى؟؟ - في الدوري السعودي... التعليق ينافس الإخراج في السوء!!