طوال ثلاث سنوات، كان الدبلوماسي عبدالله الخالدي مؤمنًا بقضاء الله وقدره، ومؤمنًا أن بلاده لا تفرط في أبنائها، وأنها تعمل بصمت دون إثارة للحفاظ على مواطنيها، مؤكدًا أن اختطافه كان من قبل مسلحين وأنه طيلة هذه السنوات آمن بأن الهدوء والحذر والتعامل مع هذه الفئة، أفضل من عمليات الإثارة التي قد لا تحقق نتيجه، موضحًا أن الحراسات الأمنية على البعثات والملحقيات فيها قدر من الاهتمام، إلا أن الأمر مختلف خارج هذه المواقع. وأشار الخالدي إلى أنه كان يهم بركوب سيارته للذهاب إلى القنصلية لأداء واجبه اليومي، في عمل مهمته الرئيسة، مساعدة الأشقاء اليمنيين للقدوم للمملكة، سواء بغرض العمل أو الزيارة أو العمرة، وأن هذه المهمة ليست ذات طابع سياسي أو أمني، وكثيرًا ما كان المواطنون اليمنيون يستوقفوننا للاستفسار والسؤال، ولهذا كانت ردة فعلي طبيعية وإنسانية على أفراد هذه الفئة. وكشف الخالدي أنهم أشهروا عليه السلاح، وأنه أدرك بأن الأمر فيه خدعة ومكيدة، وهذا طبع وسلوك هذه التنظيمات، ولم تحصل مقاومة لأن النتيجة كانت واضحة، فهم أكثر من خمسة أشخاص، ومسلحين، ووجدت أن مهادنتهم أفضل من مواجهتهم. ويروي الخالدي كيف التقى بمسؤولي هذه الفئة، وهو يظن أنه محتجز لدى إحدى القبائل، ليكتشف أنه في قبضة تنظيم القاعدة، فقد كانت لهجتهم في البداية تؤكد بأن هناك خلافًا قبلياً وراء احتجازه، إلا أن الأمر تكشف له بعد قدوم مسؤول من تنظيم القاعدة، وكنت اعتقد أن الأمر لا يعدو أن يكون عملية ابتزاز مالية فقط. ويضيف الدبلوماسي الخالدي بأنه في هذه اللحظات العصيبة، كان يضاعف من درجات التوكل على الله، وكانت أسئلتهم لي تدور حول تنظيم القاعدة، وأكَّدت لهم أني أجهل أي معلومات عنه، فمهمتي ووظيفتي فقط، تتعلّق بالتأشيرات والجوازات والأمور القنصلية. ويذكر الدبلوماسي الخالدي بأن مكوثه لثلاث سنوات في قبضة القاعدة ناجم عن الأوضاع الأمنية في اليمن، إضافة إلى أنهم كانوا ينقلونه إلى مناطق نائية أحيانًا وبسرية تامة، وطيلة هذه السنوات، كان القرآن الكريم سبيلي ورفيقي ومتعتي وجلاء همومي، وما قمت به من مطالبات على شاشة التلفاز، كانت تحت ضغوط ولم تكن بملء إرادتي ويروي الدبلوماسي الخالدي لبرنامج همومنا الذي تبثه القناة الأولى في التلفزيون السعودي كيف تم التواصل مع السفير السعودي في اليمن علي الحمدان، والمطالب التي تمت، وهي مطالب غير منطقية، التي لم تستجب لها الدولة في حينه، وكيف تم إطلاق سراحه، واستقباله من قبل ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.