إذا أردت أن تعرف آخر أخبار الهلال، ولم تكن هلالياً، فما عليك إلا سؤال أقرب صديق لك نصراوي، فسوف يوافيك بموجز إخباري، ويعقبه بنشرة مفصلة عن مستجدات البيت الهلالي، فالنصراوي، وبشهادة رئيسهم يهتمون بالشأن الهلالي كثيراً، وتزداد متابعتهم لفريقهم إذا اقترب من الهلال، وتقل إذا ابتعد عنه، فالعلاقة طردية. إن التصريح الذي اطلقه رئيس النصر، وانتقد فيه جماهير ناديه بشدة إلى حد التهكم بسبب غيابها عن الحضور، وقلة وجودها في المدرج مقارنة بالموسم الماضي حمل في طياته حقيقة لا مفر منها، وهي أن المشجع النصراوي يهتم بشؤون ناديه، ولكنه يهتم أكثر بتتبع أخبار الهلال ومستجداته، ويحرص على الوجود في المدرج حينما يكون منافس فريقه في أية بطولة. وقد ذكرت في لقاء سابق أن المشجع النصراوي لا يريد إعلامياً محسوباً على ناديه يدافع عن حقوقه بقدر ما يبحث عن إعلامي ينال من الهلال ورموزه، ويتطابق هذا الكلام مع توجه الإعلاميين المحسوبين على نادي النصر في تتبع قضايا الهلال، وتضخيم تفاصيلها إلى حد الفبركة الصحافية لدى البعض «هداهم الله»، وبنظرة سريعة على حسابات هؤلاء الإعلاميين في «تويتر» سنجد أن نتيجة تحليل مضمون تغريداتهم عبارة عن تكرار لكلمة الهلال، ورموزه مثل سامي الجابر، ورئيسه السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ورئيس هيئة الشرف الأمير بندر بن محمد وبقية النجوم من لاعبين وإداريين وشرفيين وربما إعلاميين. في رأيي أن هذا التوجه يعد من علامات استشراء التعصب الرياضي ذلك أن المشجع، ومن شدة تعصبه، يذهب لمتابعة منافس ناديه، وقد يزيد بالتدخل في شؤونه، والسعي للإضرار به، أو تشجيع ومساندة الأندية التي تلعب ضده سواء بالحضور في الملعب، أو خلف شاشات التلفزة في تصرف يستفز جماهير النادي المنافس.. ولعل الشواهد النصراوية عديدة في هذا السياق من حضور، ومساندة، واستقبال، وتوديع لفرق لعبت ضد الهلال بل ونحر حواشٍ واقامة حفلات عشاء احتفالاً بخسارة أو تعثر هلالي. أتمنى أن يتفاعل مشجعو النصر مع تصريح «كحيلان» بنوع من المسؤولية، والإيجابية ويبادروا إلى الحضور في المدرج للدعم والمساندة، وعدم ربط هذا الدعم بالهلال، وترك الهلال والهلاليين في شأنهم منعاً للاحتقان وتركيزاً على مدرج «الشمس» وتنمية حضوره وتفاعله. الاتفاق والانتخابات عندما يستمر الرئيس في منصبه طويلاً، فإنه يفقد الحماسة لتقديم المزيد، أو الجديد، وفي الغالب يخطيء كثيراً لأنه يعيد ذات السيناريو في التعامل مع المشكلات، والأحداث. لذلك فإن الرئيس الاتفاقي أخطأ كثيراً في استمراره في منصبه منذ ثلاثة مواسم على الأقل، فما بالكم وفريقه الكروي الأول صاحب التاريخ والمجد يعود أدراجه إلى الدرجة الأولى. ولكن شرفييّ الإتفاق كان خطأهم أكبر مرتين. الأولى عندما سنحت الفرصة لهم في احداث التغيير الواجب إحداثه في البيت الاتفاقي مع انتهاء الفترة الرئاسية للرئيس الحالي بدعم مرشح رئاسي من الوجوه الشرفية الشابة، والثانية عندما أطلقوا بيان «الخيبة» قبل أيام، وهم يعتقدون أنهم يبرئون ساحتهم، ويحرجون الدوسري أمام الرأي العام، بينما الواقع يؤكد أنهم قفزوا أولاً من السفينة قبل أن تغرق، وأعلنوا للمتلقي الفطن عن ضعفهم، وقلة حيلتهم، وخبرتهم في التعامل مع الأزمات، ورسبوا في اختبار الانتماء للاتفاق، فمثل ذلك البيان كان توقيته خاطئاً، وصياغته بما حمله من مضامين، ومفردات حادة كان بمثابة الإدانة لمجلس شرفي هش لا يعرف مصلحة الاتفاق، ولا يتعامل بحضارية، ولياقة عالية في ادارة شؤون الرياضة، وأزمات الأندية. وبما أن «الفأس وقع على الرأس»، فمن الواجب على الاتفاقيين خصوصاً المعارضين لاستمرار الدوسري، وسياسته أن يتعاملوا بروح رياضية، وفكر أكثر حضارية، وينظموا صفوفهم استعداداً لانتخابات الجمعية العمومية .. «قدموا مرشحكم إن كنتم صادقين»، فالحرب الاعلامية، واستجداء تدخلات الرئيس العام عبر أبواق اعلامية تحمل في قلبها كرهاً، أو ضغينة على الرئيس الحالي لأسباب شخصية لن يجدي نفعاً .. فما أخذ بالنظام لا يسترد إلا بقوة النظام، وهذا لن يتم إلا عبر المرور من ساحة الانتخابات. أخيراً،،، عشنا موسم سقوط الأقنعة بكل تفاصيله المخجلة وها نحن نعيش موسم الإنذار الأخير بكل مشاهده المضحكة. #حقيقة