لقد حاربنا ونحارب من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام..وهو السلام القائم على العدل.. فالسلام لا يفرض.. وسلام الأمر الواقع لا يدوم ولا يقوم، إننا لم نحارب كي نعتدي على أرض غيرنا بل لنحرر أرضنا المحتلة ولإيجاد السبل لاستعادة الحقوق المشروعة لشعب أذربيجان. هذا هو شعاررفعه الشعب الأذربيجاني منذ عقود بعد تعرضه للعدوان والإبادة الجماعية من قبل الأرمن أكثر من مرة في القرن العشرين، وأكثرها دموية مأساة خوجالي والمجزرة الجماعية فيها التي لا يمكن تصورها أو تخيلها بكل ما فيها من وحشية وقسوة كما أن طرق العقاب غير الإنسانية كانت موجهة كلها ضد شعب أذربيجان، هذه المأساة قد آلمت وأصابت كل أذري يعيش في مختلف بلاد العالم وهي تعتبر واحدة من أفظع الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية التي مارستها القوات المسلحة الأرمينية التي تظهر نفسها بالمظهر المتحضر والمغلوب على أمره أمام المجتمع العالمي وتتبع سياسة إعلامية مضللة لتضليل الرأي العام العالمي والضغط على البرلمانات الغربية. ارتكاب مجزرة خوجالي أثارت دهشة لدى قلوب الصحفيين في العالم الذين كتبوا عنها مقالات كثيرة. ولا تزال تتمثل بأحد أفظع الجرائم المرتكبة ليست ضد الشعب الأذربيجاني فقط، بل والبشرية جمعاء أيضا، إنها بين مآسي القرن العشرين مثل خطين، هيروشيما، ناغزاكي، سنغمي. ففي ليلة 25 و26 شباط /فبراير 1992 ارتكبت القوات المسلحة لأرمينيا بمساعدة ومشاركة الفوج 366 التابعة لجيش الاتحاد السوفييتي المجازر الجماعية بحق سكان مدينة خوجالي التي كانت من المناطق الخلابة المنظر لأذربيجان. وتعتبر هذه الإبادة الجماعية المرتكبة بوحشية لم يسبق لها مثيل وهي أكبر مأساة في القرن العشرين، حيث أنزلت في ليلة واحدة ضربات كبيرة على سكان خوجالي المسالمين العزل وقُتل بوحشية 613 من المدنيين الأذربيجانيين، من بينهم 63 طفلا و106 نساء، وأصيب 487 شخصاً بجروح خطيرة، واحتجز 1275 مواطناً، من الأطفال والنساء والمسنين، وتعرضوا للإهانات والتعذيب مما يفوق وصفها. وهزت هذه المأساة الشعب الاذربيجاني بأسره وأصبحت ضربة أخلاقية صعبة على سكان خوجالي، لكنها لم تقدر أن تكسر إرادتهم وعزيمتهم واستشهد الناس ببطولة وشجاعة، واجتاز سكان خوجالي هذه الفاجعة بشجاعة. ولا يزال سكان خوجالي يعيشون ببطولة اليوم أيضا بعد مرور عشرين عاما. اليوم إذ تمر الذكرى العشرون لمأساة خوجالي ومعها الإجلال لأرواح أبناء هذا الوطن الذين استشهدوا ببطولة في خوجالي وتخليد لذكراهم وتعبير عن أعمق مشاعر الحزن والأسى احتراماً وإجلالاً لكل من قتل وأصيب وشوه ووقع أسيراً وأصبح مفقوداً جراء مذبحة خوجالي. ومأساة خوجالي هي حزن وكدر لكل أبناء الشعب الاذربيجاني ولذا يعتبر اليوم يوم الحداد والحزن والكدر في كل البلاد. إن هؤلاء الناس الذين عاشوا هذه الأيام المرعبة وخسروا أعز أقاربهم أمام عيونهم لا يزالون معتزين ببسالتهم ويعيشون بحب الوطن والأرض مما يدل على القيم الأخلاقية العالية لشعبنا. وتظهر هذه الخصائص الأخلاقية العالية لسكان خوجالي بامتلاك الشعب الاذربيجاني بأسره للخصائص الأخلاقية العالية، لكن سكان خوجالي قدوة للجميع ومثال للبطولة والشجاعة والوطنية. بقلم راسم رضايف - سفير جمهورية أذربيجان لدى المملكة