علينا نحن العرب والمسلمين أن نتعلّم الدرس الثاني من داعش (الدولية) التي تدّعي أنها منظمة إسلامية عربية سنية جاءت لإعادة مجد الدولة والخلافة الإسلامية وتنطلق من آخر عاصمة للخلافة الإسلامية من بغداد وإن كان الخليفة العباسي استمر في حكم الخلافة في مصر بعد انهيار الخلافة في بغداد عام (656)، حيث انتقلت إلى مصر - القاهرة - زمن المماليك قبل أن تستقر في اسطنبول في تركيا حتى الإعلان عام 1923م عن نهاية الخلافة الإسلامية وتأسيس تركيا الحديثة، فالدرس الأول أن العرب جاءت ثوراتهم بلا انضباط فتم تفكيك قلب العالم العربي وعواصمه التاريخية: بغداد، دمشق، صنعاء، طرابلس في الشمال الإفريقي، إضعاف دور القاهرة وتونس، أما الدرس الثاني السماح لجميع القوات والغزاة والمرتزقة من المنظمات الإرهابية والمخابرات العالمية في تدمير شواهد الحضارة الإسلامية والعمل على تدمير مرتكزات بلداننا: الهوية العربية. محو التاريخ والتراث الإسلامي. الهوية العربية: عملت العديد من الدول الكبرى الغرب الأوروبي وأمريكا وروسيا وإسرائيل وإيران ومنظمات القاعدة وداعش وحزب الله عبر تدخلها المباشر بالمنطقة منذ الاحتلال العراقي للكويت عام 1990م على تفتيت الهوية العربية بتشجيع الأقليات على الانسلاخ من جسد العروبة، وإنشاء كيانات سياسية لها ومنها: الأكراد، التركمان، الأقباط، الامازيغ وغيرها. محو التاريخ والتراث العربي والإسلامي: تسعى القوى الإقليمية والعالمية إلى محو الذاكرة الإسلامية وتشويه الخلافة الإسلامية وصورة المسلم بمشاهد القتل والتنكيل عبر وثائق فيلمية قيل عنها مسربة وهي غير ذلك، عملت القوى المتعددة على خلق الطائفية بتشجيع الأقليات المذهبية الشيعة وتقسيماتها، وإبراز طائفيات أخرى وجماعات من الدروز والعلويين والحوثيين والأيزيدية والزيدية، ومحو أيضاً الشواهد والإرث الثقافي مثل تدمير المساجد التاريخية، القصور الأثرية، المتاحف، بيع وتهريب الآثار، وفصل الإرث الحضاري عن واقع الإنسان العربي. داعش تحولت إلى منظمة إرهابية تحت الطلب تنفذ غايات القوى المعادية للكيانات العربية التي كانت المتماسكة، منظمة محمية دولياً بالتبعية حسب أجندة وسياسة كل دولة، فتجد داعش ذات هوى وميل: روسي، أمريكي، أوروبي، إسرائيلي، سوري، إيراني، عراقي وتركي. داعش في المنظور القريب ستبقى السيف المسلط على بلاد العرب بأوامر غربية.